البعض يتعامل مع كرسي الإدارة وكأنه قد ورثه من المرحوم والده!
أحد الزملاء بعث لي قبل يومين بكشف يضم أسماء أكثر من 50 طالبا ـ من أصل 75 طالبا تم قبولهم في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم في إحدى محافظات جازان..
ولمحدودية مقاعد المدرسة المرتبطة بميزانية خاصة فإن اللافت ـ حسبما يذكر لي الزميل ـ أن جميع هؤلاء هم أبناء وأقارب مدير المدرسة وأبناء أصدقائه وزملائه في المدرسة.. بينما تم استبعاد أحد الأطفال من القبول لعدم وجود صلة قرابة تجمعه بالسيد المدير أو بأحد المعلمين!
الخطأ الصغير هو ابن شرعي للخطأ الأكبر.. هذه الأخطاء تتناسل من أخطاء أكبر.. تتناسل هي الأخرى من أخطاء أخرى وهكذا.. لذلك لا ينبغي التقليل منها.. لأنها ستكبر وتتضخم.. وسنعتاد على تكرارها مستقبلا.. بل ينبغي دراستها وبحث جذورها.. أمس نشرت "عكاظ" هذه القضية في صفحتها الأخيرة.. الغريب ما يقوله والد الطفل: "حين قدمت أوراق طفلي لمدير المدرسة، وبحكم زمالتي له وللمعلمين، سألته عن اختبار القبول وموعده فأكد لي وجود لجنة كما جرت العادة وطلب مني تلقين طفلي سورة الفاتحة وفي يوم الاختبار شعرت بإقصاء لابني الذي لم يتم اختباره مع بقية الطلاب، بل إن المدير اختبره بنفسه على غير المعتاد لأفاجأ بعدم قبوله في المدرسة"!
الخلاصة: نحن من أحاط هؤلاء الموظفين بهالة من القداسة.. نحن الذين وضعناهم في أماكن عالية فعجزنا عن الوصول إليهم.. انظروا ـ مع الفارق في الحالتين ـ إلى حال بعض الوزراء قبل الوزارة وبعدها.. نحن الذين نتسابق لحمل المباخر أمامهم.. نحن الذين كذبنا الكذبة وصدقناها.. هل نلوم، بعد ذلك، مدير مدرسة في أقصى البلاد حينما ينظر للمدرسة أنها من أملاك والده؟!