مركز الحوار الوطني لن يكون ناجحا إلا إذا قاتل العنصرية بالطرق التي تلائم أجيالنا الشابة وليس كبارنا ونخبتنا، وليس بطريقة البشوت والصالونات المخملية المغلقة؟

سبق أن تحدثت مع الإخوان في مركز الحوار الوطني الأسبوع الماضي قبل حادثة القديح عن أهمية مثل هذا الموضوع وضرورة أن يكون هناك شيء عن الوحدة الوطنية بشكل جديد ومختلف، ولكن للحق ليس منطقيا أبدا أن تكون "أذنا" لا تسمع، و"لسانا" لا يتحدث، و"عيونا" لا ترى، فذلك يعني أن القائمين على مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لا يعرفون حجم وأهمية وخطورة دورهم، مع أنني أعرف شخصيا رئيسه الشيخ فيصل بن معمر، وهو رجل يبذل ويحاول ويجتهد وقد تحدثت معه أكثر من مرة، كما سبق وأن هاتفت الدكتور فهد السلطان وهو من الشخصيات المهمة في المركز، أيضا أعرف حماسهم ولكن هناك شيء ما خاطئ في منهجية عمل المركز، وهو عدم إيمانهم بوسائل تؤثر بشكل كبير في الشباب.

عملية القديح في القطيف هي أحد أشكال الإخفاق في إيصال رسالة مركز الحوار الوطني، وأعتقد أنه كان يمكن أن يسهم مركز الحوار الوطني في عدم حدوثها؟ مركزنا العزيز غائب تماما عن هذا الإعلام الجديد بالشكل المؤثر والمختلف، الميزانية الموجودة للمركز مهما كان حجمها، مخصصة الآن فقط للحوار داخل الغرف المغلقة، بينما العالم الأكثر تأثرا وتأثيرا والذي يتخطف أبناءنا كل يوم متروك لـ"داعش" وغيرها! مركز الحوار يجب أن ينتهج خطابا جديدا لجيل جديد لا تهمه الندوات بقدر ما تهمه الدراما والأفلام التلفزيونية التي لها كبير الأثر في نفوس الشباب الذين نريد لهم أن يكبروا دون عنصرية أو طائفية: لا يقول 110 أو 220، ولا يقول "طرش بحر" أو "صفر سبعة" أو "أعرابي"..! أؤمن تماما أن مركز الحوار الوطني نفسه يحتاج إلى حوار وطني في داخله كي يؤمن بوسائل جديدة لمخاطبة الشباب، وليجد اللسان الصحيح في مخاطبة الناس بشكل مؤثر حقيقي: هل فكر العاملون مثلا بالسايكودراما في إنتاج مسلسل مؤثر؟ هل فكر باقتراح هاشتاق عاطفي مرن؟ هل فكر باختراع شخصية افتراضية على "تويتر" تبث الحب؟ هل فكر بفيلم يوتيوبي عن سني وهب قلبه لمريض شيعي، فامتزج الجسدان في جسد واحد، لينتشر هذا الفيلم في "الواتساب"؟ هل فكر بتسليط الضوء على نماذج مشرفة من الطرفين؟