سيكون ليونيل ميسي أمام فرصة أخرى من أجل نقل التألق الذي يعيشه مع فريقه برشلونة الإسباني إلى الساحة الدولية، وذلك عندما سيحاول قيادة بلاده الأرجنتين إلى لقبها الأول منذ 1993 وتتويجها بطلة لكوبا أميركا التي تحتضنها تشيلي من 11 يونيو الحالي إلى الرابع من يوليو المقبل.

ويدخل ميسي إلى البطولة القارية وهو على قمة إسبانيا والقارة الأوروبية بعد أن قاد برشلونة ليكون أول فريق في القارة العجوز يحرز ثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا للمرة الثانية، معززا سجله الرائع على صعيد الأندية بعد أن رفع رصيده إلى 7 القاب في الدوري الإسباني وثلاثة في الكأس وأربعة في دوري أبطال أوروبا واثنين في كأس العالم للأندية.

لكن ابن روزاريو لم يتمكن حتى الآن من الفوز بأي شيء مع منتخب بلاده باستثناء ذهبية أولمبياد بكين 2008، وهو أهدر الصيف الماضي فرصة ذهبية لدخول التاريخ من أوسع أبوابه وفي أن يصبح على المستوى ذاته من مواطنه الأسطورة مارادونا الذي قاد "لا البيسيليستي" إلى لقبها العالمي الأخير عام 1986 في مونديال المكسيك وذلك بعدما وصل إلى نهائي مونديال البرازيل 2014 قبل أن يسقط في العقبة الأخيرة أمام الألمان (صفر/1 بعد التمديد).

في قلوب الأرجنتينيين، لا يزال مارادونا الأعظم في التاريخ، خصوصا لأنهم لم ينجحوا برؤية ميسي في ملاعبهم، إذ رحل بعمر الـ13 إلى برشلونة، ولأنه لم يجلب لهم اللقب العالمي ولا حتى القاري وهو عاش في النسخة الأخيرة التي أقيمت في بلاده عام 2011 أوقاتا صعبة بعد أن وجهت إليه صافرات الاستهجان بعد خروج البلد المضيف من الدور ربع النهائي على يد الأوروجواي التي توجت لاحقا باللقب.

وفي نسخة تشيلي 2015، ستكون المسؤولية أكبر على ميسي هذه المرة كونه يخوض البطولة التي تبدأها بلاده السبت ضد الباراجواي في مجموعة تضم الأوروجواي البطلة وجامايكا، وهو يرتدي شارة القائد التي منحه إياها المدرب السابق اليخاندرو سابيلا.

وسيخوض أفضل لاعب في العالم اربع مرات البطولة القارية وهو في قمة مستواه ودون أي إصابات، وهذا الأمر شكل مصدر ارتياح لمدربه خيراردو مارتينو الذي قال: "ميسي قدم هذا الموسم أمورا لم أره يوما يقوم بها. أرى أنه يستمتع إلى جانب زملائه في الهجوم. من السهل أن يكتشف المرء أن ميسي في صحة جيدة، بأنه يستمتع".وتابع "نملك لاعبين رائعين ألى جانب ميسي وآمل أن يحافظ على المستوى الذي قدمه".

من المؤكد أن تطور ميسي مع المنتخب بدأ عام 2011 حين استلم سابيلا مهام الإدارة الفنية واتخذ المدرب قرارا جريئا بمنح شارة القائد إلى ميسي ليجعله القائد الحقيقي. أراد سابيلا بناء منتخب قوي في خدمة ميسي على غرار ما فعل كارلوس بيلاردو مع مارادونا عام 1986.

كما رغب سابيلا في أن يتحمل ميسي مسؤوليات القائد وأن يكون فاعلا في المنتخب الوطني مثلما يكون مع فريقه برشلونة، وقد أعطت قراراته ثمارها لأن ميسي وبعد ظهور متواضع في النسختين العالميتين السابقتين في 2006 (احتياطي) و2010 (سجل هدفا واحدا)، أبدع أولا في التصفيات بتسجيله 10 أهداف، أضاف إليها 4 أهداف حاسمة في نهائيات البرازيل التي نال فيها جائزة أفضل لاعب.