يبدو أن الأمور على الساحة اللبنانية قد تغيرت كثيرا، حيث بات نقد "نصرالله" وحزبه من المسلمات بعد أن كان من المغامرات، والآن عملية نتف ريش الأمين العام مباحة وحاضرة بعد أن كسرت الخسائر في سورية ظهره وبات أحدب لا سبيل له إلا معانقة ميكروفونات محطته الرديئة لمهاجمة الآخرين ممن ينتقدون اندفاعه وتهوره في سورية. فالجحيم مقبل على ميليشياته، و"يا لويلك" يا "نصرالله" وعويل البواكي على أزواجهن وأبنائهن في الضاحية الجنوبية يرتفع شيئا فشيئا، وبما زاد ألم الصداع لديك لتلجأ للميكروفونات لعل فيها بعض تفريغ عن الحال البائسة التي تعيشها.
الآن أيها الجاني لن تخرج بأقل الخسائر من عش الدبور بل بكل الخسائر، ولأن الدبور السوري متسع وأنت أدخلت ليس يدك فقط بل معظم بدنك فيه، فالأكيد أن حالك بعده لن تسر وستصبح غير فقد الأصابع، كسيرا الظهر منتوف الريش.. ونتوقع بدون أطراف أيضا، ولن يسامحك أحد لا المعارضة في سورية، ولا من ظلمتهم في لبنان.. ووفقا لحالك المتهالكة الآن نتمنى أن تُجر جرا إلى المحكمة كي يقتص منك كل من وأدت راعيهم أو ابنهم.
السيناريوهات التي تحضر من لبنان عبر القارئين المطلعين على حال الحزب الآن ومستقبلا، تؤكد أن الانفكاك عن إيران بات مطلبا داخليا من وسط الحزب في ظل الانقلابات المتتالية على "نصر الله" ورفض مشروعه التدميري الذي قاد أبناء الضاحية والجنوب إلى الهلاك، والبحث عن الاحتفاظ ولو ببعض شأن يمكّن أبناء الشيعة من التماسك أمام المد الكاره لهم في لبنان من جراء ما جناه عليهم "نصر الله".
فإيران التي أغرقت الحزب بالأموال، لم تستطع أن تفعل شيئا وهي التي تشاهد حزب الله ينكمش وينهزم ويتراجع ويفقد أبناءه تباعا، أو حتى أن تسهم بإعادة ترتيبه، وهو ما جعلها تتلقى الانتقادات الحادة من علماء الشيعة أنفسهم في لبنان وغيرها كما فعل محمد علي الحسيني، الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي، الذي وصف "نصر الله" بأنه ينفذ أجندة نظام الولي الفقيه في إيران، وهؤلاء كما الحسيني يدركون أن طهران تعودت أن تتخلى عن حلفائها ومن تدعمهم فور إحساسها بالخطر، وها هو الحوثي بعد أن تعب من استجدائها لأنها وعدته أن تحارب معه وتدعمه، وبعد أن أيقن من هروبها، وعلى لسان متحدثهم الرسمي علي البخيتي قام بلعنها وفضحها من منبر تلفزيوني يتبع لإيران، وبعد الحوثي فالأكيد أنها الآن ستفعل مثل ذلك مع نصرالله!
ختام القول أننا لسنا في موقع الشماتة أو حتى المبالغة لكن هذا هو حال "نصرالله" وحزبه بعد أن استنفد كل صواريخ إيران وأسلحتها وأموالها المقدمة له، وليت الأمر بقي على ذلك بل خيرة أبناء الضاحية الجنوبية الذين جرهم إلى هلاكهم في سورية، فمن سيبقى له وهو حتى لا يستطيع إنقاذ من علقوا هناك، والأهم أن ما حدث هو لمصلحة أهل لبنان أولا، فالمتغيرات الجديدة على الأرض تبشر بخير كثير لهذه البلاد التي عانت من إيران وذراعها حزب الله، وكما كتب أحد الصحافيين اللبنانيين: "لعل في أحداث سورية خير كثير لأنها أصبحت مقبرة الميليشيا التي تكتم على أنفاس لبنان".