* مؤسف أن يستجدي أحدهم حقه، الأكثر أسفا أن تضيق السبل بصاحب الحق عند المطالبة به، ثم أن تصبح الصورة ضبابية للدرجة التي يشك فيها بضياع حقه. أكثر من ذلك أسفا هو أن تضيع تلك الحقوق على فئة من طلاب الجامعات الذين كان يجب أن يفرغوا للتركيز في شؤون دراستهم بدلا من إشغالهم في مطاردة حقوقهم التي تعثرت فتعثرت من بعدها مصالحهم أجمع وأثرت حتى في تحصيلهم الدراسي. وعلى الرغم من أن الكلام السابق يبدو بديهيا لكل أحد، إلا أنه وللأسف أيضا يبدو صعبا وغير مفهوم لدى بعض صانعي القرار في أماكن مختلفة تابعة لوزارة التعليم.
*في جامعة جازان مثلا وبعد قرار اتخذ دون تخطيط ولا مراعاة لتبعاته المتعددة؛ فقد عزمت الجامعة تغيير بطاقات الصراف الآلي الخاصة بالطلاب من الحالية إلى بطاقة صراف ذكية ليستطيع الطلاب استخدامها من أي أجهزة مصرفية، هذا القرار الذي جاء في الوقت الخطأ قاد إلى حرمان طلاب تلك الجامعة من الاستفادة من مكافآتهم لمدة لا يعلمها إلا الله سبحانه، أما الطلاب الذين تركوا مقاعدهم في القاعات الدراسية وتفرغوا للمطاردة خلف تلك المكافأة فقد خرجوا من مكاتب المسؤولين بوعود متعددة وبتواريخ مختلفة لم يصدق غالبها حتى يوم أمس!
*أما في بعض الكليات الأهلية فقد كانت الأمنيات لأطباء الامتياز فيها هو كثير من الدعم المعنوي، لإكمال مسيرتهم الدراسية في سنتهم الأخيرة، إلا أن ما كان ينتظرهم هو تجاهل كلياتهم صرف مكافأتهم لمدة زادت حتى اليوم عن سبعة أشهر بحسب أقوال أطباء المستقبل، ورغم أن هؤلاء الأطباء الذين يقدر عددهم بثلاث خانات حسابيا غالبهم ملتحق ببرنامج المنح الداخلية الذي تتبناه الوزارة، غير أن ذلك الأمر لا يشفع لهم الحصول على مكافأتهم المفقودة ولا حتى الوصول إلى أسباب حقيقية ومقنعة لغيابها! كل هذه الضبابية تركت الحيرة لدى أطباء المستقبل الذي قسموا يومهم ما بين مناوباتهم الطويلة وبين ملاحقتهم حقوقهم الضائعة وبين توفير احتياجاتهم اليومية المتعددة!