"ليست من أخلاقنا".. هذا ما سيكون عليه لسان حال الجماهير السعودية الحاضرة اليوم في الرياض وغدا في جدة لمؤازرة فريقيهما أمام بيروزي ونفط طهران الإيرانيين، تشدد على ذلك وهي تدرك أي "الجماهير السعودية" حجم الإساءات التي خرجت من القلم والفم الإيرانيين العفنين من خلال صحفهم ومواقعهم أو من خلال شعاراتهم ونداءاتهم من على أرض ملعب أزادي في مواجهات الذهاب الأسبوع الماضي.
لن يقابلوا العفن بالعفن، بل بالرقي والسلوك الحسن، حتى لو كان المعني ذا إسقاطات تاريخية متواصلة، وحتى لو حاول الإساءة لأي كان. فلن تشاهدوا صورة خامنئي مذيلة بالكلمات الوقحة، لأن هذه ليست أخلاقنا، ولأنكم على أرضنا، حضرتم مسالمين وستعودون آمنين ومسالمين. لن ترمي جماهيرنا بالحجر والزجاج تجاهكم ولن تصرخ عليكم بعبارات طائفية مقيتة، ستشجع فريقها وتتجاهلكم، لأن تلك تربيتها وثقافتها وشتان ما بينها وبينكم.
لن نقسوا عليكم أيها المنتمون لفريق بيروزي، ومن ستحضرون غدا في جدة من المنتمين لفريق نفط طهران، اعلموا أننا لن نؤخركم في المطارات، وثقوا أننا لن نشتمكم ولن نلاحق الحافلات التي تقلكم لأجل إقلاقكم وبث الرعب في قلوبكم، لن ندور على مقر إقامتكم ونحن نصنع الضجيج والإزعاج وبما يجعلكم فاقدي التركيز، لأن تلك أخلاقنا، ولأنه ليس هناك قوميات أو جهات حكومية وسياسية ستوجهنا لفعل ذلك، أو حتى فعل عكسه لأجل مضايقتكم، كما تفعل حكوماتكم وآياتكم من خلال مشروع زراعة الكره والضغينة تجاه كل من يخالفها طائفة ولغة.
نحن أرقى من أن نعمل مثل ما عملتم لأننا نعلم أن جماهيركم وبعض لاعبيكم، ممن ظهرت صورهم وهم يهددون بالذبح، هم تعبير عن فكركم، يخضعون بوجل للملالي الحاقدة، لذا لم يكن إلا تعبيرا عن التوجه الضال العام، لنقول مرة أخرى لن نحاسبكم، بل سنكرمكم وسنجتهد أكثر بجعلكم أكثر راحة وأريحية، وغير أخلاقنا التي نستقيها من ديننا، فما نشأنا عليه يدفعنا لذلك، باحترامنا للأنظمة والقوانين الدولية سواء في الرياضة وغيرها.
كانت جماهيركم سعيدة وهي ترفع تلك الصور المسيئة، وكانت تغني بكلمات لم نفهم من بعضها إلا القتل، وإسرائيل، وبعض ما يشير إلى العرب والطائفية، وهلم جرا.. ونعدكم أنكم ستشاهدون صورا راقية لا تسيء إلى دولة، ولا إلى شخص حتى ما يخص الطائفة لن تحضر لدينا من خلال كلمة مكتوبة أو صوت، ليس خوفا، ولا من جراء توجيه لكن لأننا تجاوزناكم رقيا وثقافة وحسن تعامل مع الآخرين، وتركناكم "في غيكم تعمهون".
أنتم لا تريدون لكرة القدم أن تكون منافسة شريفة، ولم تكونوا تريدون لها أن تخرج من عباءة العرقية والطائفية، تحافظون على كل ما يجعلها قابعة في ذلك الوحل النتن، لم تتعلموا إلا الكيد والضغينة، لا تتركوا أحدا إلا وتحاولوا الإساءة له، إلا من يوافقكم ويرضخ لكم.. لكن لن نلومكم، لأن من بيده القدرة على ضبط الأمور يقبع خلف تردده وَجِلا من خلال مقره هناك في العاصمة الماليزية.