وجه رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة انتقادات حادة لتطاول أمين حزب الله حسن نصر الله على المملكة، وقال في ندوة صحفية عقدها أمس بمكتبه "ما كان أحوجنا إلى أن يرى نصر الله النتائج بالغة السوء لهذا التورط الذي قام به في سورية، ويقوم به أيضا في العراق وفي اليمن، وهذه كلها بالنهاية لها انعكاسات خطيرة على لبنان واللبنانيين وعلى الاقتصاد والسلم الأهلي، وبالتالي كل الحجج والمبررات التي كان يوردها في الماضي عن سبب تدخله في سورية انتهت فعليا".
ومضى السنيورة بالقول "هذا الموقف المعادي للعرب، الذي هو أيضا منصاع بشكل كامل للإرادة الإيرانية، والتي أريد أن أكون واضحا وجليا في هذا الشأن، نحن نريد أن نبني أفضل العلاقات بين العرب وإيران، ولكن على أساس من الاحترام المتبادل للشعوب العربية والشعب الإيراني، وليس بفرض الهيمنة على الشعوب العربية، لأن هذا الأمر لم يتحقق على مدى 3 آلاف سنة ولن يتحقق إلى أبد الآبدين. لن يكون هذا الأمر لأن هذا الأمر انتهى، وبالتالي هذا الكلام الذي نسمعه بين حين وآخر أن لدى إيران سلطة على أربع عواصم عربية".
وتابع "لا يستطيع أن يؤيد هذه الآراء المتشددة إلا من كان منصاعا للرأي الإيراني، هذا الكلام ليس من صالح لبنان، وحزب الله يتصرف الآن بطريقة تخلق عداوات ليس فقط بين لبنان والعالم العربي، بل تخلق عداوات بين اللبنانيين والعالم، وهو يغير من تركيبة الاقتصاد اللبناني وعلاقة اللبنانيين بالعالم، بين يوم وآخر نسمع عن توقيف لبنانيين موجودين في بلدان كثيرة في العالم، يقومون بأعمال اقتصادية جيدة، ويحولون مبالغ طائلة للبنان، وفجأة إن هناك بعض الأشخاص الذين يتاجرون بالسلاح، كالذي حصل في جامبيا منذ يومين، وهذه الأشياء تضر بسمعة اللبنانيين الجيدة في العالم".
في غضون ذلك، أعلنت الشرطة القبرصية أنها اعتقلت لبنانيا ثانيا للاشتباه بعلاقته بقضية العثور على خمسة أطنان من مادة نيترات الأمونيوم التي يمكن استخدامها لصنع المتفجرات. وكان لبناني على صلة قوية بحزب الله قد اعتقل قبل أسبوعين، وقبل إنه يحمل بطاقة هوية قبرصية، في العاصمة نيقوسيا.
وطبقا لوكالة الأنباء القبرصية الرسمية، فإن الشرطة تعتقد أنه استورد نيترات الأمونيوم في أكياس ثلج كجزء من مواد إسعافات أولية.
ومثل المشتبه به أول من أمس أمام محكمة مكافحة الإرهاب ويواجه تهم التآمر لارتكاب جرائم، وحيازة ونقل مواد متفجرة بشكل غير قانوني. كما تحقق السلطات في صلاته مع الجناح العسكري لحزب الله الشيعي اللبناني.
وطلبت الشرطة من المحكمة مزيدا من الوقت لإجراء التحقيقات اللازمة التي تتضمن كذلك التعاون مع هيئات تعمل على تطبيق القانون الدولي.
من جهة أخرى، أكدت مصادر صحفية لبنانية استمرار تساقط القتلى وسط جنود حزب الله في القلمون، مشيرة إلى أن تسعة قتلى سقطوا أمس، خلال المعارك التي تشهدها منطقة جرود عرسال، عرف منهم أربعة، هم عباس كوراني من بلدة ياطر، حسن محمد علويي، وربيع نبيل بخاري من سكان حي السلم، وعلي محمد عكنان من بلدة بافليه.