بعد 24 عاما على ذكرى تحرير الكويت، أدخل هواة جمع الآثار والمقتنيات القديمة بالمملكة تجهيزات حرب تحرير الكويت متاحفهم الخاصة. ويتم تداول هذه المقتنيات بأسعار باهظة في مزادات مخصصة. وتعد حرب الخليج أول حرب يعيش السعوديون يومياتها، فمنذ احتلال الجيش العراقي للكويت في الثاني من أغسطس 1990 وصولا إلى تحرير الكويت في فبراير 1991، وما واكبها من تحضيرات حكومية وشعبية، يستذكرها السعوديون مطلع أغسطس من كل عام، منها إغلاق حواف النوافذ بأكياس النفايات السوداء لضمان عدم تسرب الغاز، ولا يزال بعض كبار السن يؤرخون بها "سنة الغزو".
ومن أبرز تجهيزات حرب الخليج الثانية عام 1991، الكمامة الواقية من الغازات الكيماوية والسامة التي هدد الرئيس العراقي صدام حسين بإطلاقها آنذاك، وهي كمامات أمنتها إدارات الدفاع المدني، وحاضنة للرضع صممت لتقيهم تسربات الغاز، والمطباخ، والراديو الروسي، والسراج.
ويوضح صاحب متحف "لقيت للماضي أثرا" بحائل خالد المطرود في تصريح إلى "الوطن" أن "تجهيزات السعوديين لحرب الخليج غدت مقتنيات ذات قيمة مرتفعة، تصل قيمة الكمامة إلى 2000 ريال".
ويضم متحف المطرود أكثر من 4 آلاف قطع أثرية ومقتنيات قديمة منها تجهيزات الحرب، ويشير المطرود إلى أن هذه المقتنيات تشد الزائر الذي يقضي أمامها وقتا أطول من القطع القديمة، مستعيدا يوميات الحرب، ويشدد على أن تلك الحقبة لها ذكرى خاصة بسب اللحمة القوية بين المواطنين والقيادة، كما أنها أول حرب يعيش السعودي أجواءها.
ويوضح المطرود أن هناك آباء يقفون أمام هذه المقتنيات ليستعيدوا أمام أبنائهم ذكرياتهم في الحرب، وطرق الاستعداد.
وعزا صاحب متحف "لقيت للماضي أثرا" سبب اهتمام الزوار بهذه المقتنيات والطلب المرتفع عليها إلى عدم تواجدها بالسوق الاستهلاكية.
وأوضح أن "المطباخ" الذي يعرف بلونه الأخضر لم يتداول بالسوق منذ سنوات، واستبدل بالدافور حاليا، وينطبق ذلك على المذياع الروسي الذي ذاع صيته إبان الغزو واقتناه كثير من المواطنين لمتابعة الأخبار، وبعد انتهاء الحرب تلاشى من السوق مع بدء دخول القنوات الفضائية.