وراء ستار العفة وتحت رداء الفضيلة تحاول إيران بشتى الوسائل إخفاء مشاكلها الاجتماعية، التي تعاني من تفاقم ممارسة الرذيلة وتعاطي المخدرات وانتشار الأمراض. فالأرقام الرسمية لمنظمة الرعاية الاجتماعية في طهران أكدت في تقريرها الأخير لعام 2014 أن هنالك أكثر من 2 مليون حالة فرار من المنازل للفتيات الإيرانيات خلال العقد الماضي، لينتهي بهن المطاف إلى ممارسة الرذيلة.
وفي تقريره السنوي السري أكد نائب مدير مكافحة المخدرات في إيران "علي رضا جزيني"، تزايد نسبة المدمنين بين طلاب المدارس إلى 1.6%، وارتفاعها بين طلاب الجامعات إلى 2.6%، وتضاعفها بين أصحاب الشهادات الجامعية لأكثر من 21%. وهذا أدى في العام الماضي فقط إلى اعتقال 271 ألف مهرب وضبط 555 طنا من المخدرات.
وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أوردت مداخلة النائبة في البرلمان الإيراني "جميلة كاديفار"، التي قالت: "إن مبعث قلق طهران الرئيسي يكمن في انتشار الرذيلة والمخدرات في إيران بشكل كبير، وإن هذا يشكل أحد مظاهر الفشل الكبير للثورة ونظامها وإدارتها الاقتصادية، إضافة لتجاهل دور الدولة في الرعاية الاجتماعية". وكانت النائبة تشير في معرض مداخلتها إلى البيان الشهير الصادر قبل عدة سنوات عن مؤسسة "آستان قدس رضوي" في مدينة "مشهد" الإيرانية، الذي أعلن عن: "تأسيس مركز لأوقات المتعة القصيرة قرب مرقد إمام الرضا، من أجل رفع الأجواء المعنوية في المجتمع الإيراني وإيجاد أجواء روحانية وهادئة للإخوة الزوار من الرجال الذين يزورون حرم الإمام الثامن وهم بعيدون عن زوجاتهم". وناشدت المؤسسة في بيانها: "الأخوات المؤمنات الباكرات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن بين (21-35) سنة للمساعدة والانخراط في هذا العمل، علما بأن مدة العقد عامين، وتلتزم المؤمنات بالتعهد بالتمتع مدة 25 يوماً في كل شهر. وأكدت المؤسسة على: "أن رسوم التمتع مع كل رجل ستتراوح بين 50 دولارا أميركيا لكل 5 ساعات من المتعة إلى 300 دولار لكل 4 أيام من المتعة".
هذا الإعلان شجع على إقامة ما أصبح يطلق عليه زورا وبهتانا "بيوت العفة" أو "منازل الفضيلة"، التي أصبحت تنتشر بسرعة البرق في كافة المدن الإيرانية، لتلتحق بها أكثر من نصف مليون امرأة لممارسة الرذيلة تحت غطاء العفة والفضيلة. وأقرت النائبة "كاديفار" بأنه: "يوجد في طهران فقط أكثر من 250 بيتا من بيوت العفة، وأن ممارسة الرذيلة حولت تجارة الرقيق الأبيض من محلية إلى دولية، لتلاقي النساء الإيرانيات مصير بيعهن كعبيد جنس خارج إيران". وجاء مساعد وزير الصحة الإيراني "علي أكبر سياري" ليؤكد في ملتقى اليوم العالمي للإيدز في ديسمبر الماضي، على: "أن 15% من المصابين بالإيدز في إيران تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 60 عاما، وذلك يعني احتمالية إصابة ما يقارب من 85 ألف مواطن بهذا الفيروس".
وفي تقرير بثته محطة "بي بي سي" البريطانية، أفاد حجة الإسلام "محمد علي زام" رئيس الشؤون الثقافية والفنية في بلدية طهران: "أن معدّل عمر الفتيات الذين يمارسن الدعارة انخفض من 27 إلى 20 سنة خلال السنوات الأخيرة، وأن معظم الفتيات الهاربات من بيوتهن لأسباب اقتصادية ينتهي بهن الأمر إلى ممارسة الرذيلة، التي زادت بين طالبات المدارس بنسبة 635%، وصاحبتها حالات الانتحار بنسبة 109%". وأضاف التقرير: "إدمان المخدرات في طهران ينتشر بين طلبة المدارس بنسبة 34%، وأن هناك حالياً نحو 2 مليون مدمن على المخدرات في العاصمة طهران، بينما زاد عدد المدمنين في المجتمع الإيراني إلى 8 ملايين شخص".
أما مستشار وزارة التعليم الإيرانية "حسن بولخاري" فقد أعلن: "أن تقرير الفضائية البريطانية ما هو إلا انعكاس للواقع المرير في المجتمع الإيراني، حيث يعيش 12 مليون إيراني تحت خط الفقر، وهذا دليل على فشل مشروع الثورة الاجتماعي الذي ركّز أكثر من اللازم على التوسّع في الخارج والتدخّل في شؤون الدول المجاورة وتشكيل وتمويل الميليشيات والإنفاق على الحروب الإقليمية في سورية والعراق ولبنان واليمن عوضاً عن الاهتمام بالمجتمعات الإيرانية".
العالم النفسي "حميد بور يوسفي" الذي يعمل في المركز الاستشاري التابع للهيئة الصحية في طهران أوضح في صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية أن: "75% من العائلات الإيرانية أصبحت تعاني من الأضرار النفسية والاجتماعية، وأن أهم مشاكل المجتمع أنه أصبح أسيرا لمشكلة الإدمان على المخدرات المنتشرة بين الإيرانيين، لتقفز الزيادة في اقتراف المنكر بنسبة 600%".
ولا غرابة في ذلك، فإيران تعتبر اليوم من أكثر الدول المهربة للمخدرات في العالم، فهي أكبر مشتر للأفيون الأفغاني وأحد أكبر منتجي الهيروين في العالم، حيث تصدر إيران 95% من الهيروين إلى أذربيجان. وعلى المستوى الإقليمي أصبحت إيران بوابة رئيسة لتهريب المخدرات إلى تركيا والمنطقة العربية ودول الخليج عن طريق البحر، أو عبر الحدود العراقية السورية مع السعودية، أو الحدود اليمنية وخاصة المناطق التي يسكنها الحوثيون.
جميع هذه الإحصائيات الموثقة تتجاهلها وسائل إعلامنا العربي، لتنطلي أكذوبة المارد الإيراني على المواطن العربي البسيط. وتستمر إيران في تمويه الرأي العام وإخفاء حقائق فشل ثورتها، فتصول وتجول على فضائياتها لإثارة البلبلة وتأليب القلائل بين شعوبنا دون حسيب أو رقيب. على إعلامنا العربي البدء فوراً في تسخير جهوده لفضح إخفاقات الثورة الإيرانية وعيوب ملاليها وذيولها ومرشدها الذي هو في أمس الحاجة للنصح والإرشاد.