في يناير من عام 2010 كان سعر صرف الدولار مقابل اليوان الصيني 6.87، وبدأ سعر الصرف في الانخفاض دون توقف حتى وصل في مارس لهذا العام إلى 6.20 يوانات صينية وفي مايو لهذا العام انخفض أيضا ليصل إلى 6,15 يوانات، ولو حسبنا الفارق بين مكافأة الطالب المبتعث منذ بداية برنامج الابتعاث وحتى عام 2015 فإن المكافأة كانت 14812 يوان وواصلت في الانخفاض حتى وصلت لهذا العام إلى 11359 يوان والفارق بسبب عدم تثبيت سعر صرف المكافأة 3453 يوان.

لا تقتصر معاناة الطلاب على فارق سعر الصرف، بل وازاها تغيرات أسعار العقار التي زادت بما نسبته 100% وسعر البترول الذي هو أيضا ارتفع بالنسبة نفسها، وأصبح الهدف الأساس من صرف المكافأة للطالب المبتعث معدوما في ظل عدم تثبيت سعر الصرف وعدم الالتفات لهذه الإشكالية التي تم حلها لمنسوبي السفارة السعودية ببكين ومنسوبي الملحقية الثقافية السعودية بالصين، ولكن لم يتم حلها للطالب الذي ما زال يعاني استمرار انخفاض سعر صرف اليوان الصيني أمام الدولار الأميركي.

مكافأة الطالب المبتعث في الصين تستخدم بمقدار أكثر من 50% لإيجار السكن المرتفع الذي يصل في الحد الأدنى إلى 6 آلاف يوان لشقة صغيرة مكونة من غرفة واحدة، والمبلغ المتبقي لا يكفي لبقية المصاريف كفواتير الخدمات مثل الضرائب وفواتير الماء والكهرباء ومصاريف المواصلات والأكل، وفي الوقت نفسه الذي يعاني فيه الطلاب المبتعثون من عدم تثبيت سعر الصرف لمكافأتهم التي لا تكاد تكفي الضروريات وصلهم الإيميل التالي الذي زاد من معاناتهم يقول: "أبناؤنا المبتعثون، حفظهم الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نشير إلى ورود كتاب وحدة التأمين الصحي بالإدارة العامة للشؤون الإدارية والمالية بوزارة التعليم رقم 68413 وتاريخ 27/6/1436 الذي يقضي بعدم تجديد عقد التأمين الصحي الحالي بعد انتهاء الفترة الحالية في 14/6/2015، ويمكن للملحقية الثقافية بعد ذلك دفع تكاليف علاج المبتعثين ومرافقيهم حسب الأنظمة والتعليمات كما هو متبع قبل تطبيق برنامج التأمين الصحي. لذا جرى التعميم للإحاطة".

والمقصود بهذا الإيميل أن على الطالب أن يدفع تكاليف علاجه من حسابه الشخصي ومن ثم يرفع الفواتير عبر برنامج سفير ويتم الانتظار حتى يتم تعويضه عنها، ويتساءل الطلاب كيف لهم أن يدفعوا فواتير المستشفيات الصينية الباهظة التكاليف في ظل عدم وجود مكافأة كافية لسد الضروريات مثل السكن والأكل والمواصلات، وكيف لهم أن يتلقوا العلاج المناسب ويدفعوا فواتيرها وهم لا يملكون المال الكافي لذلك، وكيف لوزارة التعليم أن تلغي عنهم التأمين الطبي مع علمها بأنه من الصعب على الطالب صاحب المكافأة المنخفضة مقارنة بارتفاع المعيشة في الصين أن يتحمل هذه الفواتير، وما هو الهدف من إلغاء التأمين الطبي، هل أصبح توفير مبالغ من ميزانية وزارة التعليم أهم من توفير التأمين الطبي الذي يكفل للطالب العلاج المناسب دون تكبد عناء ومشقة فواتيرها الباهظة؟

ويجب أن أذكر تفصيل نشره أحد الطلاب في "تويتر" لمكافأة الطالب المبتعث في الصين حتى تحكم وزارة التعليم هل لدى الطالب بعد ذلك الاستطاعة لدفع فواتير المستشفيات أم لا؟ فمكافأة الطالب في الصين 11359 يوان يدفع منها لشقة لا تتجاوز مساحتها 100 متر 7500 يوان، وخمسة أرغفة من الخبز قيمتها 13 يوان صيني، و10 كيلو من الأرز بـ190 يوان وحبة التفاح بـ5 يوانات صينية، وماذا لو ذكرنا فواتير الكهرباء والغاز والخدمات الباهظة فكم تبقى للطالب من مكافأته حتى يستطيع دفع فواتير العلاج؟

تعي وزارة التعليم أن الهدف الأساس من المكافأة هو تهيئة المناح المناسب للطالب لكي يتفرغ لتحصيل العلم وتحقيق مبتغى الابتعاث والخروج بعقول شابة تنقل أفضل العلوم لتطبيقها على أرض الوطن، ولكن مكافأة الطالب في الصين لم تعد تحقق هذا الهدف، وأصبح الطالب يعاني الأمرين المكافأة التي لم تعد تكفيه وتتناقص كل شهر بسبب عدم تثبيت سعر الصرف وهمّ العلاج الذي زاد من معاناتهم بعد قرار وزارة التعليم بإلغاء عقد التأمين.