فيما اتهمت أمانة منطقة القصيم في بيان لها إدارة تعليم المنطقة أمس، بالاعتداء على مشروع حكومي، مستعينة بمعدات ثقيلة تابعة للتعليم لهدم20 قاعدة خرسانية نفذت أخيرا بالمشروع، واصفة تصرفها بأنه أمر غير مسؤول وتعد صريح على المشروع، جاء رد التعليم سريعا بعد أقل من ثلاث ساعات، مفندا اتهامات الأمانة، معربا عن أسفه تجاه فحوى البيان الذي اعتبرته إدارة التعليم يهدف إلى "تغييب حقيقة القضية"، وخداع الرأي العام، بعيدا عن صلب القضية. وأكد رد إدارة التعليم أن الأرض المتنازع عليها تعود ملكيتها للتعليم.
وكان مشروع الحديقة النسائية شمال مدينة بريدة تعرض لتعديات وهدم من قبل معدات ثقيلة تابعة لإدارة التعليم أول من أمس، ما أدى إلى إتلاف 20 قاعدة وعمودا خرسانيا.
وكشف المركز الإعلامي للأمانة في بيان صحفي، مدعوما بصور التقطت للمشروع بعد حادثة الاعتداء، أنه خلال مواصلة مقاول المشروع أعمال تنفيذ الأسوار الخارجية لمشروع الحديقة النسائية بمدينة بريدة، باشرت مجموعة من المعدات الثقيلة التابعة لإدارة التعليم بالمنطقة وبمسا ندة مجموعة من حراس الأمن التابعين لها الاعتداء على مقاول المشروع، وطرد حراس المقاول من الموقع، وتكسير وإتلاف 20 قاعدة خرسانية ضخمة مع أعمدتها بعدما نفذت أخيرا لصالح المشروع من الجهة الغربية.
وأشار البيان إلى أن التعدي صاحبه تهديد مقاول المشروع بمعاودة إتلاف ما يعاد تنفيذه من أعمال تم التعدي عليها وإتلافها، وذلك بسبب ادعاء الإدارة أن موقع المشروع مخصص لإقامة مدرسة. وأوضح المركز الإعلامي أن ما حدث أمر غير مسؤول على الإطلاق، وتعد صريح على مشروع حكومي معتمد، مشددا على أن أمانة المنطقة بدأت على الفور باستكمال الإجراءات النظامية مع الجهات المختصة، لمحاسبة المتعدين على المشروع. وأوضح بيان المركز الإعلامي للأمانة أن مقاول المشروع عاود صباح أمس إعادة تنفيذ ما تم إتلافه وسط حراسة أمنية مشددة.
من جانبها، قالت إدارة الإعلام التربوي بتعليم القصيم إن بيان الأمانة حوى عبارات واتهامات لا تليق، صادرة عن جهة حكومية ممثلة بأمانة المنطقة، ورغم أن فحوى البيان ههدف إلى تغييب حقيقة القضية، وخداع الرأي العام، بعيدا عن صلب القضية وفصولها الرسمية، إلا أن الإدارة العامة للتعليم تحترم ـ منذ الأزل ـ علاقاتها مع كل الجهات، وتتعامل بشفافية وثقة، وفقا للمستندات الرسمية.
وأكد الإعلام التربوي مستندا للثبوتيات الرسمية أن أمانة القصيم قامت متعمدة بالاستيلاء على أرض مخصصة لإدارة التعليم، وفقا لمحضر تسليم وزارة الأشغال العامة والإسكان (سابقا) الأرض للتعليم بالمنطقة بتاريخ 1406/7/27، وبمعرفة ودراية من أمين المنطقة، الذي وعد مرتين متتاليتين بإيقاف التعدي، اعترافا بأن الأمانة لا تملك الحق في ضم ما خصص للتعليم ليكون ضمن الحديقة النسائية التي تمثل أحد مشاريع الاستثمار للأمانة، وهي الآن تدعي بتعدي التعليم عليه.
وأشار الإعلام التربوي إلى أن الأمر السامي الكريم رقم 4 /1071 بتاريخ 1403/5/7 ينص على إبقاء المرافق على ما خصصت له، والأمر السامي رقم 4د/10387 بتاريخ 1413/7/10 الذي ينص على عدم تغيير استخدامات المخططات المعتمدة باعتبارها وثائق رسمية يجب احترامها، وهو ما احترمته وطبقته الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة.
وأعربت الإدارة العامة للتعليم عن أسفها لعدم تجاوب أمين المنطقة رسميا مع خطاب المدير العام للتعليم بتاريخ 1436/5/24 بشأن إيقاف ضم أرض التعليم المخصصة كمشروع مجمع تعليمي يضم مرحلتين دراسيتين، وصالة متعددة الأغراض، وناديا للحي يستهدف خدمة 700 طالب. كما أعربت الإدارة عن أسفها لوقوف أمانة القصيم موقف المتفرج إزاء تعدي مقاول مشروعها بمعرفتها على اللوحة الحكومية المخصصة لأرض التعليم، وجرفها، وإزالتها، ما يمثل تعديا صارخا على مرفق حكومي علنا، من قبل جهة حكومية يفترض منها حماية التعديات بالمنطقة. وذكرت الإدارة أنها خاطبت شرطة منطقة القصيم رسميا، ممثلة بمركز شرطة بريدة الشمالي، حول استيلاء أمانة القصيم على أرض التعليم، كإجراء رسمي متبع.