في ظل وجود عيادات خاصة في الطائف تمارس إعطاء إبر خاصة بإنقاص الوزن، وذلك من خلال معلومات تحصلت عليها "الوطن"، توعدت الشؤون الصحية في المحافظة أي مركز طبي يصرف هذه الإبر تحت أي غطاء، مؤكدة أنها لم ترخص لأي مراكز متخصصة في التخسيس.
وعلمت "الوطن" من مصادرها أن ثمة مراكز طبية تعمل في الخفاء على صرف وحقن تلك الإبر لمواطنين ومواطنات يراجعون من أجل التخلص من السمنة.
وتستخدم تلك الإبر، حسب المعلومات، من أجل تكسير الدهون، وتعطي نتائج ملحوظة ما زاد من الإقبال عليها في الفترة الأخيرة.
إلى ذلك، ذكر المتحدث الإعلامي للشؤون الصحية بالطائف سراج الحميدان لـ"الوطن" أن هناك إدارة مختصة لمتابعة المستشفيات والمراكز العلاجية الخاصة تعرف بإدارة شؤون القطاع الخاص، وتتابع سير العمل بهذه المنشآت وتقوم بتسجيل كل المخالفات أثناء الجولات الميدانية، مؤكدا أن الشؤون الصحية لم ترخص لمراكز تخسيس ولا يوجد سوى مركز واحد فقط مرخص له بتقديم الوجبات الغذائية والإرشاد الصحي، مضيفا أنه ليس هناك تصريح لأي مركز طبي بإعطاء إبر تكسير الدهون لمراجعيه.
وقال: "في حال ثبوت إعطاء الإبر المشار إليها للمراجعين فيحال الممارس والمركز أو المجمع الطبي إلى لجنة مخالفة أحكام نظام المؤسسات الصحية الخاصة والتي يترتب على هذا الأمر عقوبات أقلها غرامة مالية قدرها 10 آلاف ريال وأعلاها إغلاق المركز وغرامة مالية تقدر بنحو 100 ألف ريال".
من جهتهم، أكد مراجعون لـ"الوطن" وجود مثل هذه الإبر، ومنهم فيصل معيوض الذي قال إنه راجع إحدى العيادات في مستشفى خاص، وصرف الطبيب المعالج لزوجته إبرا خاصة بتكسير الدهون، ما أدى إلى إصابتها بطفح جلدي، وعند الاستفسار من الطبيب ذكر أن الأمر طبيعي خاصة مع انخفاض الوزن.
من جانبها، ذكرت إحدى المعلمات وتدعى "أم محمد" أن عيادات التخسيس في المستشفيات الخاصة أصبحت حديث المعلمات يوميا، فخلال 15 يوما نفاجأ ببعضهن وقد فقدن أوزانهن وبصورة سريعة، وعند البحث عن السر أخبرتنا إحداهن أنها تراجع إحدى هذه العيادات مشيرة إلى أنها استطاعت التغلب على السمنة من خلال إبر تكسير الدهون.
"الوطن " تواصلت مع استشاري الباطنية والجهاز الهضمي الدكتور محمد يوسف الذي يعمل في أحد المستوصفات الخاصة، وذلك لسؤاله عن هذه الإبر وأضرارها، فقال إن استخدام الإبر الموضعية لإذابة الدهون أو ما يسمى "بالميزوثيرابي" لا يخدم المريض بالسمنة حتى إن هذه الحقن تذيب الدهون بشكل محدود، وهي طريقة غير معتمدة علميا ولم تجر أصلا عليها أي أبحاث علمية بشكل كامل، ولم تثبت فعاليتها مطلقا.
أما الملاحظات التي رصدها يوسف فتتلخص في أنها غير مجدية في كثير من الحالات، وثانيا أن هناك خطورة من بعض المكونات للمادة التي يتم حقنها موضعيا في الجسم، والأمر الثالث يفيد بأن ثمة مخاطر من تكون خراج في منطقة الحقن تؤدي بعد التئامها إلى تكون ندبات مستديمة تشوه هذه المنطقة، خاصة إذا كانت في الوجه.
وذكر استشاري الباطنية أنه وقف على إحدى الحالات المشابهة والتي تعرضت إلى ندبات بسبب هذه الحقن.
ونصح يوسف الأشخاص الذين يريدون تخفيف أوزانهم بالاتجاه إلى الأطباء المتخصصين في معالجة هذه الحالات بالطرق العلمية الصحيحة التي في العادة ما تكون صحية أكثر وخالية من أي أضرار قد تهدد حياة المرضى.