فيما احتدمت المعارك جنوب مدينة الحسكة بين قوات نظام بشار الأسد ومقاتلي تنظيم داعش أمس، بعدما بات التنظيم على مقربة من المدينة، عزز الثوار من فصائل المعارضة السورية والمنضوية في "جيش الفتح" وجودهم عند تخوم محافظتي حماة، واللاذقية المحافظة الرئيسية على البحر المتوسط ومعقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد بعد السيطرة على عدد من القرى وتجمع عسكري كبير إثر معارك استغرقت 24 ساعة مع قوات النظام.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد إلكتروني، إن "جيش الفتح تمكن من السيطرة خلال أقل من يوم على حاجز المعصرة الذي يعد أكبر حواجز قوات النظام المتبقية في محافظة إدلب (شمال غرب)، وعلى بلدة محمبل"، لافتا إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 13 مقاتلا من الفصائل المعارضة، و32 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وأشار المرصد إلى أنه تمت السيطرة على قرى عدة في المنطقة. وتقع هذه المناطق في ريف إدلب الغربي على الطريق الممتد بين مدينتي جسر الشغور وأريحا اللتين سيطر عليهما جيش الفتح في شهري أبريل ومايو الماضيين. وهي في جزء منها محاذية لقرى ريف حماة الشمالي، وفي الجزء الآخر لجبال اللاذقية.
وقال المرصد إن الفصائل باتت في طور استكمال السيطرة على محافظة إدلب حيث لا يزال النظام يحتفظ ببعض النقاط القريبة من اللاذقية وبمطار أبو الضهور العسكري في الريف الشرقي، مشيرا إلى أن بلدة سهل الغاب "باتت مهددة"، وهي تعد من أكبر تجمعات النظام في ريف حماة.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن القائد العسكري في الجيش السوري العقيد سهيل الحسن المعروف بـ"النمر" والذي كان يقود معارك إدلب، انتقل إلى سهل الغاب التي تجمع فيها أيضا، آلاف المقاتلين الإيرانيين والأفغان والعراقيين.
وعلى صعيد مواجهات مدينة الحسكة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرات النظام قصفت مواقع تجمعات لتنظيم داعش حاولت التوغل في المدينة الواقعة شمال شرق البلاد في هجوم يزيد من الضغوط على رأس النظام السوري، في حال سيطرة التنظيم على المدينة الاستراتيجية.
يأتي ذلك في وقت دان فيه مجلس الأمن الدولي، استخدام البراميل المتفجرة في سورية، وانضمت روسيا حليفة نظام الأسد إلى باقي أعضاء مجلس الأمن الـ 15 في إدانة "كافة أعمال العنف ضد المدنيين والبنى التحتية المدنية بما فيها الطبية". وندد المجلس في بيان أول من أمس بـ"الهجمات التي تمت بلا تمييز، ومنها القصف بالبراميل المتفجرة، التي استخدمت على نطاق واسع في الأيام الأخيرة". في الغضون، أجمع محللون سياسيون على أن نظام الأسد أصبح على حافة الانهيار، وأن دفة الحرب بدأت تميل إلى صالح المعارضة وأوضحوا أن استخباريين أميركيين يقولون إن الأسد يواجه خيارات صعبة مع تزايد خسائره المتلاحقة في ساحات المعارك، وإن بعض أنصاره بدؤوا باتخاذ الاحتياطات اللازمة، مشيرين إلى أن روسيا أخلت بعض العاملين من مدينة اللاذقية التي تعد معقل الأسد ، وأن بعض أعضاء الدائرة الضيقة للأسد يسعون للحصول على تأشيرات للسفر إلى الخارج أو يتخذون احتياطاتهم لاحتمالات سقوط النظام.