يبدو أن ولي العهد السعودي وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بصدد توسيع عمل عاصفة الحزم، تلك العاصفة التي هبّ من خلالها أهل المملكة ودول التحالف لنجدة الشعب اليمني لأجل درء الظلم عنه ومساعدته لاستعادة استقراره وأمنه، سيوسع مفهومها ليجعل منها ذات أبعاد داخلية أيضا، وما نلمسه الآن من الأمير الشاب من خلال العمل المقبل الكبير الذي بدأت تتضح ملامحه جليا؛ أن هذا الرجل يتوجه بقوة للحرب على المخدرات، كما فعل بحربه على الإرهاب، كيف لا وهو الذي جعل من مكافحة المخدرات مشروعا وطنيا كبيرا يحمل اسم "نبراس"، هو أشبه بالعاصفة المدوية التي ستقضي بإذن الله على هذا الداء.

عاصفة حزم لمكافحة المخدرات هي العنوان الذي يتناسب كثيرا مع المشروع الكبير الذي يتبناه الأمير ويرعاه، لينطلق من خلال جهات سعودية كثيرة ولا يستثني شيئا لأجل اقتلاع هذا الوباء الفتاك، في كل مدينة وقرية وجامعة ومدرسة ومنزل وساحة وملعب، لا سيما أن أساسا للمشروع بني على ضرورة تكثيف الجهود وتنسيقها للقضاء على هذه الآفة، وكله لأجل ترسيخ الأمن المجتمعي وسلامته الصحية والنفسية من العابثين.

نؤمن بأهمية أن يكون لذلك مشروع وطني كبير، فالآثار الوخيمة للمخدرات وتفشيها بشكل سريع في الأوساط الشبابية، جدير أن تواجهها استراتيجية كبرى لمنعها وهو ما يعبر عنه "نبراس"، لذا فنحن جميعا جزء من الاستراتيجية ونضع أيدينا بأيديهم لنكون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات لأجل الوصول إلى الشباب ومساعدتهم ولو بطريقة غير مباشرة بعيدا عن المخدرات، وبشمولية أكبر جعل المجتمع أكثر قدرة على قراءة التحديات وتفسيرها ووضع الحلول لها، والأهم تعاونه في ذلك وهو ما لمسته شخصيا من البعد المفيد في أهداف العمل في "نبراس" إلى آفاق أكبر من حيث الوصول مباشرة إلى كل محتاج للعون، لا انتظاره، وأحسب أن ذلك انطلق من إدراك أن المخدرات وباء أصبح أكثر انتشارا، ليس لدينا فقط، بل في كل أرجاء العالم مهددا كل المجتمعات، وللتصدي له لا بد من عمل مشترك لكل أطياف المجتمع.

حاليا هناك وعي متنام لدى المجتمع بالأخطار التي تنتج عن المخدرات، لكن التوجه الأفضل أن "نبراس" ستعزز العلاقة بشكل أفضل، حيث لن يكون رسائل ودعوات فقط، بل مشروع يؤسس لثقافة التكاتف والتعاون والتواصل لأجل محاربة المخدرات، وإنقاذ متعاطيها بأسرع السبل.

إن مشروع الأمير محمد بن نايف لمكافحة المخدرات "نبراس" هو من أهم الاستثمارات والفعاليات لحماية بلادنا وشبابنا، ونتمنى أن يكون صرخة يتردد صداها بإيجابية في كل مكان، لا أن تكون في الهواء ضائعة لدى بعض مؤسساتنا الحكومية وجهاتنا التعليمية، حيث إن على الجميع مسؤولية التحرك للمساعدة في ترسيخه.

لنوقف معا هذا الهدر لطاقات الشباب بمساعدتهم بالعودة إلى طريق العمل الجاد والمثمر لصالح أنفسهم ووطنهم ولخير مجتمعهم، لأنه لو ترك بعض منّا مسؤولياته تجاه مجتمعه وبلده، فإن أي مشروع وطني لن يكتب له النجاح.