يحاول التطرف أن يختطفنا من أوطاننا وأنفسنا، حاول سابقا وسيحاول لاحقا، مع الزمن تغيرت صيغه وتعددت وجوهه، لكن في كل لحظة وموقف كنا حكومة وشعبا، قيادة ومواطنين أقرب لبعضنا البعض، أمنع صفا، وأقوى شكيمة ومواجهة، يعيد الإرهاب تموضعه محاولا الاختراق في كل مرة، يغير الأسلوب بينما الهدف واحد.

فيما مضى حاول وضع الدولة في مواجهة المجتمع الدولي عبر عمليات عابرة للقارات، وحين مني بالفشل حاول داخليا الصدام مع مؤسسات الدولة المتعددة لهز ثقة المواطن بها، ثم بعد ذلك إيذاء المقيمين والمستأمنين من الأجانب لإحراج الحكومة.. والآن يحاول بعث الطائفية عبر استهداف طيف من أطياف مجتمعنا المحترمة، وحكما سيفشل هذا المشروع لأن الوعي الوطني أثبت في مرات كثيرة أنه أكثر حكمة وأعمق فهما لألعاب ومصالح سياسية، تحاول قوى إقليمية معادية وذات مشاريع مضادة لنا وطنا ومجتمعا أن تمررها، ويعكس التفاعل الشعبي والتعاطف الكبير.. هذه الحقيقة.. سيمر التطرف ويصبح ذكرى، سنتذكر مرحلته كما كثيرا من المراحل السابقة عشنا فيها ومعها تحديات كبيرة، سنعبر جميعا هذا الامتحان أقوى وأكثر إيمانا بوطننا ووطنيتنا، وإن ما حدث سبق أن مرت به شعوب ومجتمعات، اليوم نتوحد جميعا، مؤمنين بمشروع وطن عظيم قاده ملك عظيم يرسخ في كل يوم ومع كل تحدّ، أن هذا الوطن وجد ليبقى ويستمر أبناؤه في حمايته وتحصينه حتى وإن تعددت التحديات وزادت، اليوم كان حزننا في القطيف، وقبله كان في نجران وجازان والدالوه، في الرياض وجدة والقصيم، شمالا وجنوبا، لكن هذا الانصهار الكبير يثبت أننا واحد حتى وإن تمايزنا قليلا واختلفنا، وأن من أضمر شرا لهذه البلاد العظيمة وشعبها الكريم لم يكن ليفهم الرسائل التي يرسلها وأرسلها السعوديون جيلا بعد آخر، ومنطقة إثر أخرى في كل محك وطني واختبار مواطنة وولاء.

اليوم وقبل أن نطوي حزننا على ضحايا الجريمة فإن تكريمهم الحقيقي والكبير أن يتحمل المجرم جزاء جريمته، وأن نمضي جميعا للمستقبل أعمق إيمانا بوطننا وأكثر تآخيا كمواطنين.