تواصلت أمس الغارات العنيفة التي يشنها طيران التحالف الذي تقوده المملكة لردع المعتدين الحوثيين، المدعومين بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ودعم الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، حيث شنت طائرات التحالف غارات عنيفة على المعسكرات التي يوجد فيها جنود الجيش الموالون للمخلوع، حيث أشارت مصادر ميدانية إلى أن الغارات دكت العديد من تلك المواقع وسوتها بالأرض. كما استهدفت غارات أخرى مواقع للحوثيين في محافظات تعز وإب وذمار وصعدة. يأتي ذلك فيما واصلت المقاومة الشعبية حضورها القوي في مسارح العمليات، وتمكنت من صد محاولات عديدة قام بها المتمردون للتقدم في أكثر من جبهة، وأرغموهم على التراجع، بعد أن تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح.

ففي محافظة صعدة، شمال البلاد، التي تعد معقل الحوثيين، أفادت مصادر ميدانية بأن التحالف شن العديد من الغارات ضد أهداف في مديرية "مجز"، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. واعترف الانقلابيون بأن الغارات الأخيرة التي شنتها طائرات التحالف في منطقة "صبر" بمديرية سحار، أسفرت عن سقوط 40 قتيلاً وعدد من الجرحى، بينما قالت مصادر إعلامية إن قتلى الغارات فاق 88 متمرداً، إضافة إلى قرابة 100 جريح وسط المتمردين.


استهداف المعسكرات


وفي محافظة ذمار، جنوب صنعاء، شنت طائرات التحالف صباح أمس قرابة عشر غارات استهدفت معسكري "القشلة" و"سامة" التابعين لقوات موالية للمخلوع، صالح والحوثيين في مدينة ذمار. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن عشرات القتلى سقطوا نتيجة لتلك الغارات.

أما في محافظة إب، فقد شن التحالف غارات متعددة استهدفت معسكر "الحمزة" بمنطقة "ميتم" التابع للواء 30 مدرع، حرس جمهوري سابقاً، وهو ذات المعسكر الذي سبق وأن استهدفه التحالف بغارات مماثلة خلال اليومين الماضيين.

وفي مدينة تعز، جنوب البلاد، نفذ طيران التحالف العربي فجر أمس ست غارات جوية على تجمعات قوات الرئيس السابق صالح والحوثيين شمال المدينة.

وبحسب مصادر محلية فقد استهدفت الغارات مواقع المتمردين في كل من حي الزنوج في شارع الخمسين، شمال المدينة، وكذلك وادي الحرير شمال شرق المدينة، ونقطة الستين شمال المدينة. وأضافت المصادر بالقول إن المتمردين كانوا قد دفعوا بتعزيزات عسكرية نحو المنفذ الشمالي للمدينة في نقطة الستين، تتكون من عدة أطقم ومدفع طويل المدى تجره عربة عسكرية، في محاولة منها لاستهداف المدينة والتقدم باتجاه مناطق عصيفرة، والروضة من الجهة الشمالية، بعد أن فشلت في ذلك عدة مرات، وأن طيران التحالف استهدف تلك التعزيزات.

وعلى صعيد عدن، التي تحاصر قوات من المتمردين الحوثيين المدعومين بفلول المخلوع صالح، معظم مداخلها، شنت الطائرات غارات على تجمعات ميليشيات الحوثي في حي المنصورة وحي الشيخ عثمان. وقالت مصادر في المقاومة الشعبية إن الغارات استهدفت مراكز لتجميع المتمردين، توطئة لشن هجمات جديدة على المدينة، مشيرة إلى أن القصف تسبب في بعثرة تلك الجحافل، مما دفعها إلى الفرار والهرب، وبذلك أصبحت تحت نيران مقاتلي المقاومة الشعبية الذين انتهزوا فرصة الفوضى التي ضربت صفوف المتمردين، وأمطروهم بوابل من الرصاص، مما دفع 17 متمرداً إلى إلقاء أسلحتهم وتسليم أنفسهم لمقاتلي المقاومة.





مصرع عشرات الانقلابيين


وفي العاصمة صنعاء، جددت طائرات التحالف قصفها لمجمع 22 مايو للصناعات العسكرية الذي كانت قد استهدفته خلال الأيام الماضية بغارات عنيفة، حيث شنت الطائرات خمس غارات استهدفت المجمع. وكذلك قصفت طائرات التحالف مواقع المتمردين قرب معسكر الإذاعة، وجبل النهدين، والقصر الرئاسي، ومقر الفرقة الأولى مدرعات، ومعسكر 48 في جنوب صنعاء. وكانت مصادر ميدانية قد نقلت عن مصدر عسكري يمني قوله إن 28 مسلحا من الحوثيين قتلوا أول من أمس في غارات للتحالف على مقر اللواء أول حماية رئاسة في صنعاء.

أما على صعيد محافظة الحديدة، غرب البلاد، فقد استهدفت طائرات التحالف القوات البحرية، حيث سمعت انفجارات عنيفة هزت المنطقة. كما قصفت معسكرا للحوثيين في محافظة ذمار المجاورة.

وفي محافظة الجوف، شنت الطائرات عدة غارات على تجمعات وآليات عسكرية تابعة لميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، في منطقة اليتمة، استهدفت المجمع الحكومي ومبنى المواصلات الذي حولته الجماعة الإرهابية إلى ثكنات عسكرية.

وأكد شهود عيان في المنطقة مقتل العشرات من الانقلابيين وتدمير آليات عسكرية وأطقم جراء تلك الضربات.


مواجهات عنيفة


وفي ذات السياق تشهد منطقة سلبة ومنطقة اليتمة نزوحا جماعيا لعشرات الأسر جراء قيام جماعة الحوثي بتحويل قراهم إلى مناطق عسكرية تتجول فيها الأطقم والعتاد العسكري الذي يجعل مناطقهم هدفا للعمليات العسكرية، خصوصا أن الحوثيين يخبئون آلياتهم العسكرية بين مساكن المواطنين.

وعلى صعيد المواجهات الميدانية بين مقاتلي المقاومة الشعبية ومتمردي الحوثي المسنودين بفلول المخلوع علي عبدالله صالح، شنت المقاومة الشعبية هجوما عنيفا على منطقة قرن حنين باتجاه العين، في محافظة أبين، بهدف تطهيره من الميليشيات الحوثية وقوات صالح، وأكدت مصادر مطلعة أن المقاومة نفذت عملية نوعية، أسفرت عن تفجير طقم في منطقة العين ومقتل كل من فيه.

وفي محافظة الضالع، دار قتال عنيف بين المقاومة والانقلابيين، في مناطق جنوب منطقة سناح شمال مدينة الضالع، أسفرت عن سقوط قتلى وعشرات الجرحى في صفوف الحوثيين. كما شنت المقاومة هجوما عنيفا على مواقع الميليشيات في سوداء غراب، ونصبوا كمائن تمكنوا خلالها من قتل 37 من الانقلابيين، وتدمير مدرعات في المنطقة الواقعة بمديرية الزاهر بمحافظة البيضاء وسط اليمن.

أما في تعز، فقد صد الثوار هجوما للحوثيين، وقتلوا وجرحوا عشرات منهم، كما صدوا محاولات توغل في أطراف مدينة عدن. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن المقاومة أجبرت مسلحي جماعة الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح على التراجع بعد هجوم واسع النطاق في محيط جبل جرة، وأحياء كلابة والأربعين ووادي جديد.

وكانت ميليشيات المتمردين حاولت خلال اليومين الماضيين اقتحام أحياء تسيطر عليها المقاومة داخل المدينة. بيد أنها اضطرت للتراجع بعدما تكبدت عشرات القتلى والجرحى. وقالت مصادر في المقاومة إن عددا محدودا من عناصرها قتلوا وجرحوا في الاشتباكات.

وبعد تراجعها، قصفت قوات المتمردين أحياء سكنية في المدينة، وذلك بعد ساعات من قصف مماثل تسبب في مقتل خمسة مدنيين. وتسيطر تلك القوات على مداخل تعز، وعلى تلال مطلة عليها.


استهداف المدنيين


وعلى صعيد عدن، تجددت أمس الاشتباكات بين المقاومة الشعبية وقوات الانقلابيين في الأطراف الشمالية والغربية للمدينة. وقالت مصادر صحفية إن المقاومة تمكنت من دحر الحوثيين وحلفائهم، من مناطق بئر فضل وبئر أحمد وجعولة شمالي المدينة، وتوغلت شمالا. وأضافت أن اشتباكات متزامنة وقعت في مناطق أخرى بعدن بينها العريش أصيب فيها ثلاثة من مسلحي المقاومة.

وتسبب القصف والاشتباكات في نزوح مزيد من السكان، في حين قال مصدر طبي إن 15 من المدنيين قتلوا في المدينة منذ الأربعاء الماضي.

كما أفادت مصادر محلية بأن المدينة تشهد عمليات نزوح جراء المعارك الدائرة فيها. وبث ناشطون صورا قالوا إنها لعائلات اضطرها القصف والاقتتال إلى ترك منازلها في المدينة، والنزوحِ بحرا إلى الدول القريبة من اليمن.

أما في أبين، جنوب شرقي صنعاء، فقد قال شهود إن القوات المتمردة على هادي قصفت مناطق سكنية في مدينتي زنجبار والكود إثر تراجعها إلى معسكر اللواء 15 جراء هجمات المقاومة وغارات التحالف. وقال شهود عيان إن الإرهابيين عمدوا إثر انسحابهم من مواقعهم في المدينة وتراجعهم إلى معسكر اللواء 15 تحت ضربات المقاومة وغارات قوات التحالف إلى شن قصف عشوائي على منازل المواطنين.

وفي محافظة شبوة، استكمل الثوار سيطرتهم على مديرية الصعيد، كبرى مديريات محافظة شبوة، جنوب اليمن ومناطق أخرى قرب مفرق الصعيد، بعد معارك خلفت عددا من القتلى والجرحى في صفوف قوات الحوثي وصالح.

وفي محافظة مأرب، لا تزال المواجهات بين الانقلابيين والمقاومة مستمرة، حيث تستهدف المقاومة تحركات المتمردين لمنع تزويدهم بالأسلحة.

وفي محافظة الجوف، على الحدود مع المملكة، تتواصل المعارك في منطقة اليتمة، شمال شرقي اليمن، بين ميليشيات الحوثي وقوات موالية للرئيس المخلوع صالح من جهة، والمقاومة الشعبية من جهة أخرى. وتخوض المقاومة منذ ما يقارب الشهر مواجهات متقطعة مع الجماعة الانقلابية، شهدت خلال الأيام الأخيرة تصعيدا من قبل المتمردين لمحاولة استعادة مواقع كانت المقاومة قد حررتها مطلع شهر مايو الماضي.

وقال أحد القيادات الميدانية إن المقاومة تخوض حاليا معارك شرسة في الجهة الغربية التي تصل منطقة اليتمة التابعة لمديرية خب والشعف مع مديرية برط العنان، سطرت خلالها مشاهد من البطولة والفداء رغم الفارق في الآليات العسكرية بين المقاومة وجماعة الحوثي والتي أكد شهود عيان أن أسلحة كبيرة وصلت للحوثيين من بينها كاتيوشا ودبابات وأسلحة أخرى لا تمتلكها المقاومة. 




.. واستشراء الخلافات بين ميليشيات الحوثيين في ذمار


أشارت مصادر مؤكدة في محافظة ذمار إلى أن خلافا نشب بين قيادات الحوثي القادمين من محافظة صعدة، وقيادات حوثية من مدينة معبر، ما دفع الفريق الأول إلى اعتقال عدد من قيادات ذمار.

وأكدت المصادر أن الخلاف نشب بين قيادات الحوثي الذين يديرون الميليشيات في ذمار، وبين قيادات حوثية من مدينة معبر، حول قضايا تتعلق بممارسات أبو عادل الطاووس، الذي كان الحوثيون قد عينوه – في إجراء يفتقر للشرعية - حاكما لذمار، قامت بعدها قيادات الحوثي التابعة للطاووس باعتقال قيادات حوثية من معبر، من داخل المجلس المحلي لمديرية جهران.

وكشفت المصادر أن المتمردين في محافظة ذمار هددوا بفك الارتباط مع نظرائهم من صعدة، والتوقف عن المشاركة في الأعمال القتالية، مشيرة إلى أن أبناء ذمار يشعرون أن الطاووس ومن معه باتوا يتصرفون في المحافظة كأنها ملك لهم، وأن هناك تمييز في المعاملة بين أبناء ذمار والوافدين من صعدة، الذين باتوا يستأثرون بكل القرارات. وأضافت المصادر بالقول إن البعض من قيادات الحوثيين تدخل لتهدئة الأمور بين الطرفين، قبل انفجار الوضع، خصوصا بعد حدوث خلافات مشابهة في وقت سابق بين الأطراف الحوثية في ذمار، أدت إلى مقتل اثنين من المسلحين الحوثيين في حادثين منفصلين، الأول وقع بين مسلحي ميليشيات الحوثي من ذمار وقع في جبهات القتال في أبين، والآخر وقع في مدينة ذمار، بين أسر حوثية، بعضها يؤيد الطاووس وقيادات صعدة، وأخرى رافضة لممارساته التي قالوا إنها ستخلف لهم ثارات مع قبائل المحافظة، وهم الأغلب. وطالب أبناء ذمار بضرورة الأخذ برأيهم في القرارات الهامة التي قد تكون لها تداعياتها في المستقبل. لا سيما وأن أبناء المنطقة من المقاومة الشعبية كانوا قد حملوا حوثيي المحافظة مسؤولية كافة التجاوزات والجرائم التي يرتكبها الوافدون من صعدة، وتوعدوهم بدفع الثمن مستقبلاً، وهو ما أثار حفيظتهم ودفعهم لمطالبة وافدي صعدة بالكف عن ذلك.