نجحت المقاومة الشعبية بمحافظة الضالع اليمنية في دحر ميليشيات الحوثي المتمردة، وكسر شوكة أبرز الوحدات العسكرية التي استعان بها قادة الانقلاب، ومنها اللواء 33 مدرع الذي يقوده العميد عبدالله ضبعان، أحد القادة الموالين للمخلوع علي عبدالله صالح، والمعروف بارتكابه مجازر بشعة في الضالع وقبلها في محافظة تعز.
وقال الصحفي والناشط السياسي اليمني عماد هادي في تصريحات إلى "الوطن" إن نجاح المقاومة في محافظة الضالع جعلها أولى المدن التي تحررت من قبضة الانقلابيين، ووضعت حدا لقوتهم المزعومة التي يروجون لها عبر وسائل إعلامهم، لافتا إلى أن انتصار المقاومة جاء دون أي ضجيج أو احتفاء إعلامي.
وأرجع هادي هذا الانتصار والإنجاز النوعي للمقاومة في الضالع إلى وجود قيادات عسكرية متخصصة في سلاح المشاة، خططت للعملية لعدة أسابيع، ولم تبخل عليها قوات التحالف العربي بالدعم من ناحية التسليح وأجهزة الاتصال. وأضاف "العامل الآخر هو التوجه السياسي لأبناء محافظة الضالع برمتها كبقية المحافظات الجنوبية الأخرى، التي بات سكانها ينظرون إلى الأمر كونه "إعادة احتلال" وتكرار لحرب 1994، التي استطاع المخلوع بعد انتهائها إقصاء غالبية القيادات العسكرية والأمنية وكثير من الجنود الجنوبيين من مناصبهم وقطع رواتب الكثير منهم".
ولفت إلى أهمية العامل الجغرافي في تحقيق انتصار المقاومة بالضالع، وقال "الحرب كانت تتم من جهة واحدة فقط وهي الجهة الشمالية من مدينة قعطبة التي يوجد فيها معسكرات ومبان حكومية استخدمها الانقلابيون لصالحهم، ومنها مقر قوات الأمن الخاصة، والسجن المركزي الذي تم تحويله إلى معسكر، بعد فتح أبوابه وهروب حوالي 500 سجينا، بعضهم محكوم عليهم بالإعدام، أما الجهات الأخرى فهي ردفان جنوبا، وجبل جحاف غربا، ومديرية الحصين والشعيب الجبلية شرقا، وهذه مناطق شكلت رافدا مهما على طول المسافة الواصلة من سناح المتاخمة لقعطبة وحتى مدينة الضالع".
وقال إن أبناء المحافظة كانوا قد اكتسبوا روح المقاومة قبيل انقلاب الحوثيين وصالح على السلطة بسبب الاعتداءات التي مارسها اللواء 35 مدرع بقيادة محمد عبدالله حيدر، واللواء 33 مدرع بقيادة العميد عبدالله ضبعان، الأمر الذي مهد لانخراط غالبيتهم مؤخرا في صفوف المقاومة بقيادة العميد عيدروس الزبيدي.
وعن تأثير انتصار جبهة الضالع على جبهات المقاومة في المحافظات الأخرى أوضح هادي أنه سيشكل دافعا مهما للمقاومة هناك، على اعتبار أن أبناء الضالع كسروا "أسطورة القوة الحوثية"، التي لم تخض أي حرب حقيقية، وكل انتصاراتها في السابق كانت بسبب الخيانات وبيع وشراء الذمم، وأضاف "وجود أي قوة منظمة تقاوم هذا التنظيم المتمرد الذي يعتمد على الخرافات، سيكشف مدى ضعفه وهشاشته، وافتقاره لأبسط مقومات البقاء على الأرض، إذ إنها لا تعتمد على الحاضنة الاجتماعية".
وأشاد هادي بدور دول التحالف وفي مقدمتها المملكة في هذا الانتصار، وقال "دورها كان محوريا من خلال شحنات الأسلحة التي أنزلتها طائراتها للمقاومة في عدة مناطق، منها مناطق جوار المدينة، وفي مناطق تتبع مديرية الحصين، وفي جبل جحاف وجبال الشعيب، مبينا أن الدعم الأكبر كان لجبهة مدينة الضالع في منطقة زُبيد حيث القيادة الرئيسة للمقاومة بقيادة العميد الزبيدي، وأن الأسلحة تنوعت بين ذخائر وأسلحة متوسطة وحتى مدافع هاون.
وفي الجانب الإنساني قال عماد إن شحنات أدوية ومواد ومستلزمات طبية أسقطتها قوات التحالف على جبل الشعيب حيث المستشفى الأكبر هناك لعلاج جرحى المقاومة إلى جانب مستشفيات منطقة يافع.