أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب أن عصابات داعش التي نشأت في الشام وفي العراق -قادتها ومؤسسيها- مجاهيل ومن عرف منهم باسمه فإنه لا يعرف بسابقة في الإسلام، والشكوك والشبهات قائمة حول أدوارهم وعمالاتهم، وإنشاء عصابات داعش هي النقلة الكبرى لأعداء المسلمين وأعداء العرب من التسلل للجماعات المسلمة إلى إنشاء كيان خالص مستقل مصنوع على أعينهم.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام إن إنشاءه وراءه مخابرات إقليمية وعالمية، حيث تكونت مجاميعه من ثلاثة أصناف: القادة والمحركون وهم أعداء خالصون، والثاني خوارج مارقون مغفلون، والثالث وهم الوقود مستغفلون انتهضوا لنصرة الدين سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان خالون من العلم الشرعي والإدراك السياسي، وكما في مبادئ السياسة فإن أي مؤامرة يستلزم لنجاحها ألا يعلم أكثر المشاركين فيها بأنها مؤامرة.
وأضاف أنه لو تم جرد حساب داعش في عمرها القصير والمشؤوم على المسلمين لوجدنا أن لا هدف لهم إلا دماء المسلمين والاستيلاء على أراضيهم، أما أعداؤها المفترضون فهم سالمون منها عدى مناوشات يحيون بها صراعات طائفية وعرقية ويوهمون بها الجهلة من أتباعهم.
وأضاف آل طالب أن أي كيان أسس على نقض العهود وسفك الدماء المعصومة وحراسة الأعداء والاستيلاء على الأراضي التي حررها أهلها ممن ظلمهم وسامهم سوء العذاب لا يمكن أن يكون من الإسلام في شيء. وقال "وما الأفعال الإجرامية التي حدثت في شرق المملكة في الأسبوعين الماضيين وذهب فيها ضحايا إلا واحدة من سلسلة اعتداءات حدثت في بلادنا نتيجتها الوحيدة محاولة الإخلال بأمن هذه البلاد ورغبة إلحاقها بركب الدول المضطربة حولنا، لتزهق الأنفس بمئات الألوف ويكون التهجير بالملايين، وأن ألمنا على تلك الاعتداءات في شرق المملكة مستحق وإنكارها واجب ومدافعتها ومكافحتها فرض، والجريمة قد وقعت على الوطن كله لا على طائفة منها، وقد سبقت هذه العصابات باستهداف رجال الأمن في أنحاء بلادنا وقتل بعضهم واستهداف المنشآت العامة وغيرها".
وتساءل آل طالب عن أي جهاد في تفجير النفس في جمع من المصلين داخل مسجد وهم يصلون الجمعة، وقد ورد النهي عن قتل الرهبان في الكنائس فكيف بقتل المصلين في المساجد وبيوت الله تعالى محل الأمن لا الخوف.
ورأى أن المملكة بثقلها وتأثيرها مستهدفة من أي تنظيم مستغل يمارس العنف والتطرف أو من أي دولة تتسم بالعدوانية والثورية وتصدير الطائفية والإرهاب أو من دول التسلط.
وأشار إلى أن حوادث المساجد في المنطقة الشرقية طعم مسموم لجر قدم الطائفية وإغرائها بالنهوض لتقوم نيابة عنهم بمهمة تدمير الذات. وحيا الجهات الأمنية في المملكة وهي تستبق المكر السيئ وتجهضه قبل أن يقع أو تكتشف أدق تفاصيله بعد وقوعه.
وفي المدينة المنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير أن التفجيرات الأخيرة محاولة يائسة بائسة خاسئة لجر بلادنا إلى فتنة طائفية وحرب أهلية وفوضى أمنية، مضيفا: ولكن هيهات هيهات فشعب المملكة على وعي بأهداف هذه المؤامرة الدنيئة التي ستتحطم خططها وأهدافها أمام تلاحم الشعب وصدق ولاة الأمر ونصح العلماء وقوة الأمن وصحوة الجند. وتابع: إن المملكة وطن الإسلام، بدمائنا وأرواحنا نحميه، وبأرواحنا نفديه، وبنحورنا نواجه من يعاديه.