عبدالوهاب محمد آل مجثَّل


هذا عنوان إعلانات مدفوعة الأجر تنشرها وزارة المياه والكهرباء في الصحف اليومية بين آونة وأخرى، والهدف من الإعلانات كما يتضح هو الحث على شراء واستخدام أدوات ترشيد ليتمكن المستهلك من خلالها تخفيض نسبة استهلاكه من المياه 30%.

ومن واقع تجربة قمت بشراء بعض الأدوات.. فزاد استهلاك المياه في منزلي بنسبة 50% على الأقل.. كما أنني ألاحظ وبالتأكيد غيري لاحظوا كذلك.. أن غسيل السيارات فقط في الشوارع من قبل العمالة الوافدة وحتى داخل المستشفيات الحكومية والخاصة يستهلكون من المياه أضعاف أضعاف أضعاف ما يستخدمه أي مواطن عادي في منزله.. ومع ذلك يتم إقناع هذا المواطن وبكل الطرق بشراء لوازم الترشيد المشار إليها في الإعلانات المذكورة "أي أن الموضوع بزنس في بزنس".. ونسيت الوزارة المطاعم والمقاهي والفنادق والمصالح الحكومية والقطاع الخاص وما يتم استهلاكه وبشكل جائر من المياه في زراعة الأعلاف وإنتاج الألبان والعصائر وصناعة الورق والكرتون وغير ذلك مما لا يمكن حصره.. ومثل هذه الأدوات تقف عاجزة عن ترشيد المياه كما هو في الظاهر وليس الخفي هدف وزارة المياه والكهرباء.

أجزم أن استخدام المياه في دورات المياه في أحد مطاراتنا الدولية مثلا.. أو في فندق واحد من فئة النجمة الواحدة في ساعة واحدة يفوق استخدام عشرات المنازل في شهر.. والحل في رأيي أن يتم اللجوء إلى طريقة الشرائح التصاعدية ومعها تتصاعد قيمة الاستهلاك كما هو معمول به في فواتير استهلاك الكهرباء.. وبهذه الطريقة تستطيع وزارة المياه والكهرباء السيطرة على هدر وسوء استخدام المياه وترشيد استهلاكها..

وأعتقد بل وأجزم أنه ليس من المنطق أن يكون استهلاك مواطن مثلا في العام كاملا مئة ريال إذا كانت الشبكة تضخ في منزله، في حين ترتفع تكاليف الاستهلاك بواسطة صهاريج المياه إلى أكثر من 7 آلاف ريال سنويا لمواطنين لا تصلهم الشبكة ومعظمهم من محدودي الدخل.. أما الفئات الأخرى القادرة ماديا فإنه لا ولن يعنيهم الترشيد من قريب أو من بعيد.. والمهم لديهم ري حدائق منازلهم وأن تكون السيارات والمنازل والأحواش نظيفة.. هذا مجرد اقتراح.. مع أني متأكد أن مثل هذا الاقتراح ربما لم يغب عن الوزارة، ولكنني هنا أطرحه للتذكير لعله ينفع.