نعم قدم الأهلي موسما استثنائيا للغاية، وكان قاب قوسين أو أدنى من التتويج بلقب دوري عبداللطيف جميل، إلا أنه فقد ذلك في المنعطف قبل الأخير واكتفى بالوصافة، وكان قبلها توج ببطولة كأس ولي العهد، ولم يخرج من الموسم خالي الوفاض.
الموسم الاستثنائي الذي قدمه الفريق يجب ألّا يُُنسي الأهلاويين مكامن الخلل التي حدثت وأن يضعوا أيديهم على الجرح لعلاجه وبدء مرحلة جديدة تمنح الراقي لقبا طال انتظاره، فلو توجهت بالسؤال إلى أي مشجع أهلاوي أو عاشق حول البطولة التي يتمنى أن يحتفل بها مع ناديه، لأجاب دون تردد بطولة الدوري.
ولعل أهم الأسباب التي كانت خلف الإخفاق في الأمتار الأخيرة مجانينه الذين يحلو لهم أن يسموا أنفسهم كذلك، فهم من خذل فريقهم، فبعد الحضور القوي بداية الموسم غابوا عن مساندته وتركوه وحيدا يصارع الخطر، وظهرت مدرجات الجوهرة المشعة شبه خالية خلال الجولات المفصلية، ولك أن تتخيل فريقا ينافس على لقب الدوري ويحتاج الدعم المعنوي من قبل جماهيره يحضر للإستاد ويشاهد لاعبوه مدرجاته لا تكتسي ألوانه وتعلو هتافات عشاقه فوق كل صوت، ولعل مباراة الأهلي أمام التعاون في الجولة قبل الأخيرة التي حضرها 16538 متفرجا، فيما سعة الإستاد تصل إلى 60 ألف متفرج، دليل قاطع على الخذلان الكبير رغم أن إدارة النادي وشرفييه وزعوا نصف تذاكر المواجهة مجانا، وأثبت ذلك أن المجانين يحضرون فقط عبر موقع التواصل الاجتماعي" تويتر"، ولا يكلفون أنفسهم بدعم فريقهم في المدرجات.
الأمر الآخر، ما فعله الجمهور الأهلاوي بالضغط على إدارة النادي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومطالبتهم بإبعاد اللاعب الهولندي مصطفى الكبير، والإسباني داني، رغم أن الأول تحديدا كان مؤثرا خلال ما خاضه من مباريات مع الفريق، وكان له دوره التكتيكي المثمر، والتعاقد مع البرازيلي أوزفالدو وإعادة مواطنه برونو سيزار اللذين لم يقدما ما يشفع لهما بل كانا عالة على الفريق.
النقطة الأهم هو الجهاز الطبي الذي لم يكن ذو كفاءة عالية ولم يتمكن من تجهيز المصابين بالشكل المطلوب، بل إن الإصابات تتكرر، ومع ذات اللاعبين حتى أن الأهلي فقد أبرز عناصره الهجومية نهاية الموسم.
وليستمر الأهلي منافسا ويتوج بطلا للدوري على إدارة النادي أن تعمل بعيدا عن الجماهير وضغطها أولا، والتعاقد مع لاعبين أصحاب إمكانات فنية عالية يمنحون الفريق الإضافة ثانيا، وثالثا الإعداد للموسم المقبل مبكرا، والمهم التعاقد مع جهاز يملك الكفاءة الجيدة ويجيد التعامل بامتياز مع المصابين.