حين ذكرت في إحدى اللقاءات التلفزيونية أخيرا أن كأس دوري جميل السعودي لهذا الموسم (لا يستحقه أحد) فأنا هنا لا أصادر آراء الناس التي تتأرجح بين (الرأي والرأي الآخر)، بل أصنع رأيا مختلفا لم يتعود عليه المشهد الرياضي العام المليء بأسس وأساليب التلميع والتطبيل من خلال (بعض) برامج التيه الفضائية.

ولك عزيزي القارئ أن تنظر لمشاركات الفرق السعودية آسيوياً وكيف أضحت مدعاة للشفقة بسبب ما يحدث داخلياً.. أي بمعنى أن الأندية المشاركة آسيوياً نشاهدها في المنافسات الداخلية (شيء خرافي) وإذا خرجت للمثيل الخارجي انكشف وضعها الحقيقي ومستور المنافسة الداخلية وما يتخللها من صخب وافتعالات وأساليب حمل على الأزناد اللوجستية الفاخرة، فيما النادي المستفيد تجد خلفه آلة إعلامية تؤسس لثقافة القبول وفرض ما يحدث من أخطاء لا تحتملها قوانين اللعبة.

هنا تحديدا يجب مطالبة اتحاد اللعبة الأولى (كرة القدم) أن يقدم للجماهيرعامة وللأندية خاصة منافسة محترمة ترتكز على أسس الثواب والعقاب من خلال لوائح وأنظمة لجان يُفترض أن تكون (موسا على كل الرؤوس) دون تهاون أو محاباة أو انتقائية.

أما متابعة رئيس نادي النصر يهدد الحكام بالإنذار الأخير ومشاهدة رئيس نادي الاتحاد يفتي بأن الوسط الرياضي يعج بالفساد (قالها ثلاث مرات) ثم يخرج رئيس الهلال بعد لقاء فاضح تحكيمي ويقول: "دوري قبيح" ويختم الدكتور عبدالرزاق أبو داؤود وهو عضو اتحاد اللعبة سابقاً لترجمة ما قاله مدرب الأهلي "جروس" حين قال: "دوري آسيا للشرفاء فقط"، في إشارة لما يحدث في الدوري المحلي! والأهم من هذا كله هو خروج عضو شرف نصراوي يتمنى تحقيق لقب الدوري بهدف غير شرعي! والغريب أن الأماني تتحقق في دوري جميل للأسف.

أقول حين تسمع مثل هذه الأحاديث من رؤساء ومسؤولين فعليك أن تتأكد أنك أمام منافسة ينقصها الكثير من الالتزام والاحترام والثقة بالأنظمة واللوائح أقول نحن أمام منافسة (غير محترمة) فعلا! والدليل أن ذات الأندية حين تخرج للتمثيل الآسيوي تتلقى هزائم وينكشف أمام الرأي العام وضعها الفني الحقيقي وأنها جاءت من (دوري ضعيف وهزيل)، وكل مسؤول داخل هذه الأندية يرى نفسه: فارس زمانه بتصاريح قوية افتقدت لحزم العقوبة وحسم القرار من اللجان المعنية بتطبيق النظام! ويكفي أن يعلم الجميع أن بطل دوري جميل خرج من الدور التمهيدي آسيويا بسبب غياب خاصية تساوي فرص المنافسة بين الأندية محليا وتفاقم الأخطاء بين تأجيل وتغيير روزنامة وسط الموسم، ناهيكم عن معايير الاحتراف الرياضي والإداري وكيفية تطبيقها والعمل بموجبها وهي المعدومة أصلا.

خلاصة القول: إذا أراد اتحاد الكرة السعودي إنجازات قارية وحضورا مشرفا عليه أن يكون قويا وصارما في الداخل لأنه بذلك سيصدّر أندية تمثلنا خارجيا تكون فعليا مارست اللعبة بشكل احترافي واحترمت أنظمتها ولوائحها، أما ما يحدث حاليا فليس سوى ضرب من العبث ومضيعة للوقت بالمجاملة والمحسوبيات وطغيان كامل للبهرجة والفشخرة الإعلامية، بالإضافة إلى خسارة أموال طائلة بلا منجز وطني حقيقي وملموس على أرض الواقع.

أعود وأكرر وأؤكد: أن دوري جميل هذا الموسم (لا) يستحقه أحد.. وعلى اتحاد الكرة السعودي بلجانه كافة استعراض ما حدث من لغط وإشكالات وأخطاء تحكيمية وتصاريح غوغائية جعلت أهم المنافسات السعودية ترزح وتئن في لحظات الشهقات الأخيرة.. إلى اللقاء.

ركــزة

عندما تفقد أهم أسباب بقائك

فـ ارحل.. وأنت كبير (!!)