ايها الإرهابيون..

أيها السياسيون

أيها المخابراتيون..

أيها الطائفيون ...

أيها المكفرون..

في كل مكان وزمان..

فعلتم كل شيء، دمرتم كل جميل في كل مكان، زرعتم الأحقاد والفتن في كل الأزقة وتحت كل الجدران متعددة الألوان والأشكال التي عاشت مئات السنين متجاورة يستند بعضها على بعض ويقوى بعضها ببعض عن أي هزة أرضية أو عقلية تمر حولها، نجحتم كثيرا وفشلتم أكثر. أصبحتم تقودون الآلاف وربما الملايين من المغيبين فكريا، الذين صدقوا كذبكم الكثير، وانساقوا في ركاب أجنداتكم ومصالحكم الخاصة، التي لم تجدوا لها وقودا سوى أرواح الأبرياء والبسطاء، الذين صدقوا أنهم يدافعون عن "الأمة" وهم مجرد ألعاب شطرنج في أيدي مخابرات وساسة لا يهمهم سوى بقاء مصالحهم واستمرار نفوذهم وسيطرتهم على العقول والأبدان.

يا هؤلاء..

لم يبق لنا نحن البسطاء والعامة، إلا المساجد التي نعبد الله فيها ـ كل حسب ما أتاه الله من علم ومعرفة ـ فالمعابد والمساجد منذ بدأ الإنسان في عبادة ربه، هي المكان الآمن الذي يلجأ إليه في أي محنة. فانظروا إلى أين وصلتم بنا.. أصبحت المساجد مكان خوف وربما قتل.

أيها المحرضون..

أيها المحتفلون بالدماء..

متى تدركون أن الدماء عندما تجري في مكان ما، فإنهم ربما تتحول إلى أنهار تجتاح الجميع؟.. مشكلتكم أنكم على سرر وثيرة فلا تصل أرجلكم ولو بعض الأشواك التي مزقت أقدام وحياة البسطاء والعامة الذين صدقوكم، وانساقوا جنودا لكم، يرهنون عقولهم لكم، ثم يتحولون في لحظات إلى حطب تشعلونه أن شئتم.

بالطبع سيقال الكثير وسيتحدث المئات وسنسمع الإدانات، ولكن متى نسمع أو نقرأ لمن يقول كفى تضليلا واستغفالا للبسطاء؟.. متى وأين سنرى من يرد بصدق وحزم على ما يروج من أكاذيب متبادلة بين الطائفيين في العالم العربي والإسلامي. فلنكن صادقين مع أنفسنا، فإن أكثر الاحتقانات الطائفية التي عشعشت في المجتمع أتت من ترويج أكاذيب ومبالغات حول ممارسات هذه الطائفة أو تلك.

فهل تكون حادثة مسجد القديح بداية حقيقية لتصحيح بعض هذه الأكاذيب الشائعة؟

نتمنى ذلك. والأهم أن تبعد المساجد ودور العبادة عن المزايدات السياسية.