كشف المتحدث الرسمي باسم المقاومة الشعبية في عدن عاطف عبدالسلام جابر عن مشاركة عناصر من الجيش الجنوبي السابق في إدارة المعركة على أرض الواقع في عدد من المواقع وجبهات القتال في عدن والضالع، بعد أن تلقى عددا منهم تدريبات إعادة تأهيل في معسكرات التدريب الخاصة، في شرورة وصحراء العبر بمحافظة حضرموت اليمنية.
وقال جابر في تصريحات إلى" الوطن" أمس، إن عددا من عناصر الجيش الجنوبي السابق الذي قام الرئيس المخلوع علي صالح بحله وتفكيكه عام 1994 عادوا إلى الخدمة العسكرية في العديد من المواقع والجبهات القتالية، ومنها الجبهة الشمالية في جعولة، وإن هذه العناصر ساعدت المقاومة أخيرا على تحقيق تقدم كبير، وكذلك الحال في جبهات العريش وخور مكسر.
وأضاف أن الكثير من ضابط وصف ضباط الجيش الجنوبي كانوا قد توجهوا للعمل في الخارج بعد أن قام المخلوع بفصلهم من وظائفهم العسكرية، رغم المؤهلات العلمية والعسكرية التي يحملونها - كعقاب على مشاركتهم في حرب 94 في صفوف الجيش الجنوبي - وأنهم أبدوا رغبتهم في الانخراط في المقاومة الشعبية في الجنوب للدفاع وصد العدوان الذي تقوم به المليشيات، حيث تم إلحاقهم بدورات تنشيطية لمدة شهر في منطقة شرورة وصحراء العبر، شملت التدريب على المهارات الأساسية في القتال واستخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وذلك قبل أن يتم إرسالهم لمحاربة الحوثيين في جبهات عدن والضالع.
وأشار جابر إلى أن هنالك قوة أخرى مكونة من 200 فرد يتلقون حاليا تدريباتهم التنشيطية، وسيتم إرسالهم صوب جبهات القتال بشبوة. وأن من بين الذين تمت إعادة تأهيلهم أفرادا كانوا ضمن فرق القناصة الخاصة بالجيش الجنوبي السابق، وممن كانوا يشاركون في بطولات الرماية الفردية التي كان يقيمها الجيش، لافتا إلى أن هذه العناصر تعد مكسبا كبيرا للمقاومة في حربها ضد جماعة الحوثي المتمردة.
وتعترف السلطات اليمنية بأن عشرات الآلاف من العاملين في السلك الأمني والعسكري من ضباط وجنود، الذين كانوا يشكلون قوام الجيش الجنوبي السابق قبل الوحدة، قد تمت إحالتهم إلى التقاعد القسري المبكر، والفصل من أعمالهم، عقب انتصار صالح في حرب 94، فيما أكد قادة المقاومة الجنوبية أن جزءا كبيرا من عناصر الجيش الجنوبي اختار الانضمام إلى صفوف المقاومة وجبهات القتال، إدراكا منهم لأهمية المشاركة في الحرب ضد الانقلابيين خلال المرحلة الراهنة. وكان الرئيس هادي قد أصدر قرارا جمهوريا في عام 2013 يقضي بتشكيل لجنة للنظر في واقعة فصل عشرات الآلاف من منتسبي السلك الأمني والعسكري من أبناء الجنوب، في محاولة لإعادة تصحيح جزء من المظلمة التاريخية التي لحقت بأبناء الجنوب عقب حرب 94، غير أن تلك المساعي تعطلت أمام التعنت الذي أبرزته عدد من القوى حينها ومن بينهم ميليشيات الحوثي وصالح.