فيما اعترفت مواقع لبنانية محسوبة على حزب الله بمقتل 40 عنصرا من الحزب في سورية خلال الشهر الماضي، مشيرة إلى أن معظمهم سقطوا في معارك القلمون وإدلب، أكدت مصادر أمنية أن العدد الفعلي لقتلى الحزب خلال تلك الفترة بلغ أكثر من ضعفي هذا الرقم، وأضافت أن إحصاءات مؤكدة تثبت وقوع 95 قتيلا خلال تلك الفترة.
وكانت مصادر في المعارضة السورية قد أعلنت مقتل 15 عنصرا من حزب الله في القلمون خلال الساعات القليلة الماضية.
إلى ذلك، قال وزير العدل اللبناني أشرف ريفي إن ادعاءات حزب الله المتعلقة بالمقاومة انتهت، بعدما وجه الحزب سلاحه إلى الداخل، وبدأ بالقتال في الداخل السوري وبالتالي تحول إلى ميليشيا ولم يعد مقاومة.
وأضاف ريفي في تصريحات صحفية "الدخول إلى عرسال البلدة سيؤدي إلى خراب البلد"، مشيرا إلى أن "خطط انتشار القوات تحفظ كل مواقع الجيش لعدم الاستفراد بها. فالجيش يجب أن يحمي أهالي عرسال والنازحين وليس المقاتلين، هذا هو خيارنا، وطالما الجيش يقوم بواجباته فلا خوف"، وأمل ريفي عدم اعتداء حزب الله على عرسال البلدة لأنه يضع لبنان بحالة حذر كبير.
وأضاف أن "ظهور ما يسمى بلواء القلعة هو خطوة أولى نحو تكوين الحشد الشعبي واستحضار المشهد العراقي، وهذه من أخطر الظواهر التي نراها في المنطقة العربية، وتؤدي إلى تأجيج الصراع السني الشيعي"، معتبرا أن من يحاول تشجيعها سيدفع هو الثمن الأكبر.
وقال "سنناضل لإقامة الدولة اللبنانية لإزالة الشوائب"، مؤكدا أن "النضال طويل ولا نستطيع حماية أولادنا بتركيبة عجائبية بوجود دويلة إلى جانب الدولة، ونضالنا سيكون حضاريا سياسيا ولا نريد أن نضع ميليشيا في المواجهة".
وعن الوضع في سورية، أكد أنه "لو تركت الأمور من دون دعم إيران وروسيا لسقط بشار الأسد. والقدرة الدفاعية والعسكرية للنظام لم تعد كافية لاستعادة أي نقطة خسرها، لكن الخوف من الانتقال إلى الخطة "ب"، أي أن يكتفي بدمشق، وتكوين خط الوصول بين دمشق والساحل السوري عبر القلمون وجرود عرسال".
وفي قضية ميشال سماحة، رأى ريفي أن كل إنسان وقع على هذا الحكم يجب أن يحاسب، وقال "الحكم على ميشال سماحة كان حجة إضافية لوضع مشروع تقليص صلاحيات المحكمة العسكرية موضع التنفيذ. في الستينات والخمسينات أنشئت المحاكم الخاصة، وهذه المحاكم سقطت في كل دول العالم، لذلك سأخوض معركة تقليص صلاحيات المحكمة العسكرية حتى النهاية مهما كلف الأمر، وسأحاول إنشاء جهاز قضائي كامل. إذ لا يمكن الخروج بأحكام تكال بمكيالين أمام اللبنانيين، فليس هذا الوطن الذي نحلم به"
من ناحية ثانية، أعلنت قيادة الجيش اللبناني توقيف أحد الأشخاص بتهمة قيامه بتزويد أفراد بقنابل يدوية للاعتداء على الجيش. وأوضحت مديرية التوجيه في القيادة في بيان أمس أنه "في إطار الحفاظ على الأمن والاستقرار، أوقفت وحدة من الجيش في محلة البحصاص بمدينة طرابلس المدعو محمد أحمد خرمة، المطلوب لقيامه بتزويد أشخاص بقنابل يدوية لاستعمالها في الاعتداء على الجيش، وضبطت داخل منزله ثماني قنابل يدوية وكمية من الذخائر المختلفة والأعتدة العسكرية المتنوعة.
وفي سياق آخر، أفاد البيان بتوقيف 17 سوريا بنقطة المصنع الحدودية أثناء محاولتهم التسلل إلى الأراضي اللبنانية، مشيرا إلى أن الموقوفين تم تسليمهم مع المضبوطات إلى المراجع المختصة لاتخاذ الإجراء القانوني بحقهم.