أعلنت وسائل إعلام أميركية عدة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" وسع تحقيقاته في إطار فضيحة الفساد التي تهز الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، وباتت تشمل بشكل مباشر رئيسه جوزيف بلاتر بعد ساعات على إعلان استقالته.
وأكدت صحيفة نيويورك تايمز أن بلاتر "يحاول منذ أيام أخذ مسافة من الفضيحة، لكن السلطات تأمل الحصول على تعاون بعض مسؤولي الفيفا المتهمين بالفساد لتضييق الخناق عليه".
وأفادت شبكة "إيه بي سي" أن الإف بي آي والمدعين الأميركيين يشتبهون بتورط بلاتر في وقائع مرتبطة بفساد ورشاوى أدت إلى توقيفات الأربعاء الماضي. وصرح مصدر لقناة إيه بي سي "فيما يحاول الجميع النفاد بجلده، هناك سباق مؤكد بين من سينقلب على الآخرين أولا".
وتجمع عشرات الصحافيين صباح أمس أمام مقر الفيفا في زوريخ سعيا للحصول على معلومات. واكتفى أحد العاملين في مقر الفيفا بالقول "الوضع قاس"، فيما امتنع زملاؤه عن التصريح بأي شيء.
وتلقى عالم كرة القدم هذه الاستقالة بشكل إيجابي. واعتبر الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن استقالة بلاتر "قرار صعب وجريء ولكنه القرار الصحيح" علما أن اسم بلاتيني سيطرح بلا شك كرئيس مقبل للاتحاد.
واعتبر رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم جريج دايك الاستقالة "أمرا عظيما لكرة القدم" فيما ضجت صحف بلاده بالخبر أمس.
كما اعتبر رئيس الاتحاد الهولندي ميكايل فان براج أن استقالة جوزيف بلاتر "نبأ جيد".
كما اعتبر النجم البرتغالي لويس فيجو الذي كان ترشح لهذا المنصب قبل أن يعلن انسحابه على موقع تويتر "إنه يوم جيد للفيفا ولكرة القدم. التغيير سيأتي أخيرا. قلت يوم الجمعة الماضي إن هذا اليوم سيأتي عاجلا أم آجلا، وها هو".
أما "الملك" بيليه فطلب من "الشرفاء" تنظيف ساحة كرة القدم العالمية.
وأعرب اتحاد الكونكاكاف الذي يمثل دول أميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي عن استعداده للمساعدة لإعادة "بناء" الفيفا.
واكتفى الاتحاد الآسيوي الذي أيد إعادة انتخاب بلاتر بالتاكيد أنه يراقب "الموقف عن كثب" وسيناقش الأمر مع الاتحادات الوطنية من أجل التوصل "إلى أفضل السبل لدفع الاتحاد الدولي لكرة القدم والكرة العالمية قدما".
وبدت الصحافة الأوروبية قاسية جدا مع بلاتر. وعنونت صحيفة ذي صن البريطانية في صفحتها الرياضية "نلنا منه". وعنونت الجارديان "السقوط: بلاتر يغادر"، والديلي تلجراف "ذهب بلا رجعة".
وفي فرنسا كتبت صحيفة ليكيب الرياضية عن "سقوط إمبراطورية" بلاتر. وكتبت ليبراسيون ساخرة "هذا البلاتر، سيضحكنا حتى النهاية" تحت عنوان "فيفا نوسترا".
كما رحب عدد من الشركات الراعية للاتحاد الدولي لكرة القدم منها كوكا كولا وأديداس وفيزا ومكدونالدز وهيونداي باستقالة السويسري معتبرين أنها تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح من أجل إعادة بناء الثقة.
وأعلن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ "احترامه" لقرار بلاتر، وعبر عن سعادته "بالإصلاحات الضرورية" التي ينوي السويسري تحقيقها من الآن وحتى رحيله.
وقال بلاتر، بانتظار الجمعية العمومية الاستثنائية "سأستمر بأداء واجبي حتى ذلك الحين، وأنا الآن متحرر من قيود الانتخابات، وسأركز على الانخراط في إصلاحات طموحة"، مضيفا "الفيفا بحاجة إلى إعادة هيكلة شاملة بمواجهة التحديات التي لا تتوقف".