حتى بعد أن أوغلت التجاوزات الإيرانية في صدورنا، يستحق الاتحاد السعودي لكرة القدم الإشادة ببيانه حول ما تواجهه أنديتنا ومنتخباتنا في إيران ومخاطبة الاتحاد الآسيوي.

هذه الخطوة تستحق سبر أغوارها لما هو أقوى، وما يثبت أننا نفهم القوانين الدولية وما لنا وما علينا تحت لواء الاتحاد الدولي لكرة القدم. وكيف نتعامل مع الأنظمة الدولية بما يحمي رياضتنا داخليا وخارجيا.

ومن هذا المنبر أطالب الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة أحمد عيد تعزيز هذه الخطوة بخطاب آخر مرفق به مستندات وتقارير، ويذيل بـ"صورة مع التحية للاتحاد الدولي – فيفا".

آمل من اتحاد القدم أن يتحرك سريعا بما يؤكد أن خطابه الذي بثه في بيان بمثابة "التمهيد" لتفاصيل التجاوزات البغيضة، ويطلب على وجه السرعة خلال 48 ساعة تقارير من الأندية التي واجهت أي مشاكل على مدى الخمس سنوات الماضية ويعززها بتقارير ممثليه المرافقين للبعثات وآخرهم الدكتور صلاح السقا. وفي هذا المقام ليس أقوى "صدى" من بيان نادي الهلال قبل سنتين وتم توثيقه بالفيديو، أضف إلى ذلك الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والخارجية عن شعارات وصور بحق حكامنا ومملكتنا الغالية وكذلك الشعارات الدينية التي يمنعها ويعاقب عليها "الفيفا" ويحرّض كل الاتحادات الـ209 على التقيد بها ضمن أهدافه وبنود لائحته الأساسية.

في هذا المقام، يؤكد عبدالله بترجي رئيس بعثة الأهلي لدى وصولهم لمواجهة فريق "نفط" في ذهاب الدور 16 من دوري آسيا أنهم تعرضوا "لاستفزازات بالكلام والتصرفات، وتم تعطيل البعثة بشكل متعمد، ومعاملة غير جيدة". مبينا أنه أبلغ المراقب بها.

وفي شأن الهلال الذي لعب قبل الأهلي بيوم أمام بيروزي، قال سامي أبوخضير رئيس البعثة: "مأساة الأحداث تتكرر باستمرار، وملاعبهم غير مؤهلة لكرة القدم، واجهنا رمي الأحجار وغيرها ولافتات تسيء للأخلاق والدين، نأمل من الاتحاد الآسيوي بعد أن انتهت لعبة الانتخابات أن يتفرغوا للعمل، الهلال نحر تحكيميا من الوريد للوريد، كفى عبثا بكرتنا الآسيوية".

أيضا الدكتور صلاح السقا عضو اتحاد القدم الذي رافق الهلال والأهلي صادق في حديث لـ(الشرق الأوسط) على وجود المضايقات الإيرانية، مشيرا إلى تعطيل إجراءات الدخول في المطار بتأخير غير مبرر رغم تدخل أعضاء السفارة دون جدوى. وشدد على عدم السكوت عن هذه المضايقات، مطالبا الاتحاد الآسيوي بإيقاف "هذه التجاوزات غير الرياضية والمهاترات، وكذلك العبارات العنصرية والشتائم". وأشار إلى مفاجأة أخرى بدراجة نارية اعترضت حافلة البعثة في طريقها للمباراة..!!

ومن جانبي أستشهد أيضا بحرمان جماهير الاتحاد من ناديها في جدة بسبب قوارير مياه، وهي عقوبة انضباطية صحيحة، لكن الاتحاد الآسيوي يعاقبنا ويغض الطرف عن الإيرانيين.

والأكيد أن لدى أنديتنا الكثير مما يحتم على أحمد عيد وأحمد الخميس العمل بقوة القوانين والأنظمة وتوجيه خطاب "إلحاقي" موثق بمستندات و(سي دي) للاتحاد الآسيوي ويرسل صورة منه للاتحاد الدولي، تكون عونا لأي (تصعيد) مستقبلا لحماية الرياضة السعودية ومنحها قميتها الحقيقية.

وفي شأن الاتحاد الآسيوي برئاسة الشيخ سلمان آل خليفة، واستكمالا لما كتبته الأسبوع الماضي، يجب عليه معاقبة الأندية الإيرانية (حسب اللوائح) وأن يطبق ذلك بلعب بعض المباريات خارج أرضه أو دون جماهير مع تسهيلات رسمية وحماية أمنية، وفي حال حدوث أي خلل تكون العقوبة مغلظة. أيضا يجب معرفة من وراء هذا الخلل والفساد الإداري الانضباطي، هل هم المراقبون أم أعضاء اللجان؟.