• أتفهم أن يبحث الناس عن متنفس.. أن يقتنصوا أي مناسبة شاردة ويتحلّقوا حولها بحثا عن الفرح.. أن يصنعوا مناسباتهم الاجتماعية.. من حق الناس أن تفرح وتغني وترقص.. لكن الاحتجاج فقط؛ على بعض مبرراتها، وأحيانا غاياتها الحقيقية!
• حدثتكم قبل أسبوع عن الضرر الاقتصادي الذي أصاب ميزانية كثير من الأسر؛ لكثرة هذه الحفلات.. واللافت أننا ننفخ في الرماد.. أغرب ما سمعت من الحفلات هي حفلة بلوغ فتاة.. فقامت الأم بعمل حفلة خاصة ووجهت الدعوات بمناسبة بلوغ ابنتها هذه السن.. "حفلة مسخرة"!
• أما أكثرها غرابة فهي حفلة أقيمت بمناسبة اعتماد الطفل على نفسه في قضاء حاجته وعدم حاجته لارتداء "الحفاظات" -أكرمكم الله- حيث وجهت الأم رقاع الدعوة إلى مجتمعها الخاص لحضور هذه المناسبة العظيمة!
• تم تفريغ كثير من الحفلات من مضمونها.. أموال طائلة بحثا عن غايات رخيصة!
• تجاوزت الحفلات العدوى ومأزق التقليد الأعمى.. أصبح كثير من الناس يبذلون أموالهم لأجل التباهي وقهر وإغاظة الآخرين.. فقد اسم "حفلة" قيمته الحقيقية!
• أبرز ما لفت نظري هذا الأسبوع ما قاله زميلنا القدير "زياد الدريس" أن هذا الاعتساف للحفلات، بمبرر ومن دون مبرر، ليس دوما مردّه انتهاز أي فرصة للفرح والسعادة، بل ربما كان مردّه أحيانا إشاعة الضغينة والغيرة والتفاخر والتحاسد، خصوصا بين النساء فتتحول الحفلة إلى حملة للكيد وتصفية الحسابات!
• وفي الختام مؤكد أننا سنسمع كثيرا عن الحفلات الغريبة.. ولست ضد الدافع، ولا ضد الغاية؛ إن كانت بريئة.. وغايتها الفرح.. الفرح لا شيء آخر.. فمن حقكم أن تبحثوا عنه، ومن حقكم أن تصنعوا مناسباتكم الخاصة.. لكن يفترض أن تدركوا أنكم تعيشون وسط مجتمع له تقاليده، وأعرافه، فضلا عن أنه يضم شرائح واسعة متباينة الظروف.. الاقتصادية على وجه الخصوص.