واصلت طائرات التحالف الذي تقوده المملكة لردع المتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، ودعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، غاراتها أمس على مواقع المتمردين في صنعاء وإب وعمران وصعدة والضالع والحديدة. يأتي ذلك، فيما واصل مقاتلو المقاومة الشعبية تقدمهم على حساب الانقلابيين في كثير من المواقع، لا سيما بعد أن كبدوهم خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والعتاد العسكري.
وفجر أمس، هزت انفجارات عنيفة العاصمة صنعاء إثر غارة جوية شنتها طائرات التحالف. وأشارت مصادر محلية أن الغارة استهدفت مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي. كما استهدفت غارة أخرى منطقة كولة العرة التابعة للواء العاشر للدفاع الجوي في الجهة الغربية من مطار صنعاء الدولي.
إلى ذلك، جددت طائرات التحالف فجر أمس قصفها العنيف المركز لمخازن الأسلحة في منطقة جبل فج عطان، وجبل النهدين المطل على دار الرئاسة، إضافة إلى جبال نقم. وأفاد شهود عيان أن انفجارات عنيفة ومتتالية هزت مخازن الأسلحة التي يسيطر عليها المتمردون، مشيرين إلى أن الانفجارات استمرت فترة طويلة.
كما قالت مصادر صحفية نقلا عن مصادر طبية أن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا في المنطقة المحيطة بجبل نقم، بسبب الصواريخ التي تطايرت إثر قصف مخازن السلاح والذخيرة. مضيفة أن غارات التحالف استهدفت أيضا مخازن للأسلحة في مديرية خمر بمحافظة عمران شمالي العاصمة، ومواقع عسكرية في الملاحيظ ومران بمحافظة صعدة، ومنازل لقياديين حوثيين في منطقة النادرة بمحافظة إب.
غارات عنيفة
وأضافت المصادر أن قصف مقر القيادة العامة أتى بالتزامن مع قصف مكثف في منطقتي الملاحيظ ومران في محافظة صعدة معقل الحوثيين.
إلى ذلك، أكدت مصادر من داخل العاصمة، أن الغارات التي استهدفت فجر أمس وللمرة الأولى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، وهيئة الأركان العامة للجيش بمنطقة التحرير وسط صنعاء كانت عنيفة ومتتالية، إذ استهدفت قيادات جماعة الحوثيين وأخرى تابعة للمخلوع صالح كانت توجد في المقر، وسمعت أصوات انفجارات قوية ناجمة عن القصف وسط أنباء عن إصابة قائد معسكر القيادة العامة وعدد من مساعديه. وأضافت المصادر أن أعدادا كبيرة من سيارات الإسعاف هرعت إلى المكان لنقل المصابين. وفي محافظة إب، شن طيران التحالف غارات جوية عدة على مواقع يسيطر عليها الانقلابيون، كما شنت غارات مماثلة على مواقع أخرى لهم في محافظات عمران شمال صنعاء وصعدة شمالا والضالع في الجنوب ومدينة الحديدة في غرب البلاد، بحسب مصادر صحفية.
وفي مدينة الحديدة، غرب البلاد، قال شهود عيان إن انفجارات عنيفة أعقبت غارات التحالف فجر اليوم على مواقع عسكرية في المدينة التي يسيطر عليها المتمردون.
وفي تعز، نفذ طيران التحالف غارات جوية على تجمعات للإرهابيين بمنطقة الدمغة والمجلية، أسفل جبل صبر جنوب المدينة، كما جدد غاراته على مواقع المتمردين غرب تعز وشمالها، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم، بينما أفادت مصادر محلية أن قوات صالح والحوثيين تحشدان لشن حملة عسكرية كبيرة على المدينة.
كما أشارت المصادر إلى أن الغارات استهدفت موقعين لتجمعات الانقلابيين، الأولى في منطقة الزنوج، كما قصف بغارة أخرى منطقة الهشمة، ومنزل أحد الموالين لميليشيات التمرد. وكان طيران التحالف قصف أول من أمس مواقع عدة للإرهابيين في المدينة، منها مشروع مركز الجذام، ومعسكر القوات الخاصة.
تقدم الثوار
أما في الضالع، شن طيران التحالف غارات جوية في أوقات متفاوتة على عدد من الإمدادات التي كانت في طريقها وعلى صعيد المواجهات الميدانية بين مقاتلي المقاومة الشعبية، وميليشيات التمرد الحوثي المسنودة بفلول المخلوع صالح، نفذ الثوار في محافظة إب فجر أمس عمليتين منفصلتين استهدفتا المتمردين. وأشارت مصادر محلية إلى أن الثوار هاجموا عربة تقل انقلابيين في مديرية الرضمة بإب وأعطبوها، وقتلوا مسلحين كانوا على متنها، كما هاجموا أيضا نقطة تفتيش وقتلوا عددا من المسلحين الحوثيين.
وفي محافظة أرحب، شمال العاصمة صنعاء، استهدفت المقاومة الشعبية في منطقة مكحلة رتلا عسكريا تابعا لميليشيات التمرد. وأكدت مصادر خاصة أن المقاومة استهدفت الرتل بمنطقة كحلة، ما أسفر عن مقتل كل من كان على متنه.
أما في عدن، واصلت المقاومة تقدمها على حساب قوات التمرد، إذ حققت أمس تقدما على جبهات قتالية عدة في مناطق جعولة، والبساتين، شمالي المدينة، ما أصاب المتمردين بحالة عارمة من الفوضى، دفعتهم إلى مغادرة الموقعين، قبل أن تعمد إلى قصف المناطق السكنية إثر فشل محاولاتها إيقاف تقدم المقاومة في تلك المناطق.
وأشارت مصادر صحفية محلية إلى أن انضمام وحدات من الجيش إلى المقاومة ساعد الأخيرة على التقدم في أطراف المدينة.
كما استطاع الثوار قطع خط إمداد الحوثيين في مصنع الحديد على خط العلم. وقال أحد قيادات المقاومة الشعبية إن هذه المعركة شهدت اشتباكات ضارية، مكَّنت المقاومة من السيطرة على الخط الذي يعد المصدر الأول لإمدادات الانقلابيين، وتم عزل الميليشيات في عدن. وأضاف المصدر أن خلافا حادا نشب بين ميليشيات الحوثي وقوات الأمن المركزي الموالية للمخلوع في مدينة التواهي، أسفر عنه تبادل إطلاق نار كثيف بين الطرفين.
التمرد يستهدف المدنيين
وفي تعز، شمال غرب عدن، قصف الحوثيون مجددا أحياء سكنية في المدينة، بينها الجمهورية والأخوة، بمدافع الهاون والدبابات.
كما تجددت الاشتباكات بين المقاومة الشعبية وجماعة الحوثي فجر أمس في المدينة، إذ تحدثت مصادر عن سقوط خمسة قتلى، كما هزت انفجارات شديدة العاصمة صنعاء فجر اليوم بعد غارة لطيران التحالف على مقر عسكري للمتمردين. وأفادت مصادر طبية بأن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب نحو 15 آخرين جراء قصف الحوثيين وقوات موالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على مناطق وأحياء سكنية في تعز، من بينها الجمهوري والحوض والأخوة والثورة، كما تعرض مستشفى الثورة الحكومي للقصف.
وفي محافظة الجوف على الحدود مع المملكة، تصدت المقاومة الشعبية أمس لهجوم شنته ميليشيات الحوثي في محاولة منهم لاستعادة بعض المواقع في منطقة اليتمة. وقال مصدر ميداني إن المقاومة الشعبية بالجوف أرغمت المتمردين الذين كانوا يحاولون السيطرة على منطقة أصدر وشمال الهضبة على التراجع، بعد أن كبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح، بلغت 27 قتيلا و19 جريحا. كما أحرزت المقاومة تقدما في عدد من المواقع التي يتمركز فيها الحوثيون غرب منطقة اليتمة.
كما تمكن الثوار من السيطرة على موقع زعبل التابع لمنطقة القعيف غرب منطقة اليتمة. وقالت مصادر قبلية إن القبائل الموالية للشرعية خاضت اشتباكات عنيفة مع المتمردين في المنطقة، استخدمت فيها المدفعية الثقيلة. وتمكن رجال القبائل من طرد الانقلابيين من موقع زعبل بالكامل وتطهيره، بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى وسط المتمردين، إضافة إلى استيلاء الثوار على سيارات عدة وإحدى المدرعات.