تمكنت المقاومة الشعبية من تحرير مدينة الصعيد في محافظة شبوة بعد معارك عنيفة أجبرت المتمردين على الانسحاب من المدينة التي كانوا دخلوها قبل يومين. وقال المتحدث باسم المقاومة، مبارك صالح باراس، في تصريحات إلى "الوطن"، إن الميليشيات اضطرت إلى الانسحاب حتى مفرق الصعيد وخمر القريبة من عتق، بعد اشتداد الضربات التي وجهتها لهم المقاومة ورجال القبائل، مؤكدا أن مقاتلين من حضرموت وأبين شاركوا في القتال ضد الميليشيات. وأن 173 شهيدا سقطوا خلال الأيام القليلة الماضية، مقابل مئات المتمردين في المعارك ضد الحوثيين الذين يحظون بدعم من قبل قوات النخبة في الحرس الجمهوري التابع للرئيس المخلوع صالح.
بدورها، قالت مصادر صحفية في شبوة إنه تم رصد تحركات عسكرية للميليشيات الحوثية على الطريق المؤدي إلى منطقة "العقلة" النفطية الواقعة على بعد 90 كيلومترا شمال مدينة عتق دون أن يتم تحديد وجهة خط سيرها. خصوصا أن الطريق يتفرع إلى طريقين آخرين، أحدهما يتجه غربا باتجاه صافر بمحافظة مأرب لمسافة 110 كيلومترات تقريبا، والآخر إلى مثلت العبر، 130 كيلومترا إلى الشمال من العقلة، ويتحكم في طرق رئيسة تربط محافظات مأرب وشبوة وحضرموت.
إلى ذلك، شنت ميليشيات التمرد قصفا عشوائيا على مديرية سناح، وقال الصحفي ناصر الشعيبي إن القصف استهدف قرى ومناطق مديرية حجر، ومنطقة شعب الأسود، وذلك بعد يومين من القصف المكثف للمدفعية والدبابات وصواريخ الكاتيوشا. ما أسفر عن مقتل 16 مدنيا و27 جريحا خلال الأيام الثلاثة الماضية. كما تسبب قصف الميليشيات في تدمير نحو 25 منزلا في مناطق سناح وحجر ولكمة ومنطقة القبة التي سجلت فيها وفاة امرأة وثلاثة من أطفالها عقب سقوط قذيفة مدفعية أطلقتها الميليشيات على منزلها.
وأضاف الشعيبي أن عدد الضحايا المدنيين يتزايد، بسبب قيام المليشيات الحوثية بمنع الأهالي والصليب الأحمر الدولي من انتشال الجثث، وإطلاق النيران على كل من يحاول فعل ذلك، وإن من بين الجثث التي تمنع الميليشيات انتشالها جثة القيادي البارز في المقاومة والناشط في الحراك الجنوبي المحامي محمد سعيد العقلة الذي استشهد أول من أمس.
إلى ذلك، قالت مصادر داخل المقاومة الشعبية إنهم يعملون على فرض حصار على الميليشيات الحوثية بداخل مديرية سناح ومنعها من التوسع خارجها، إذ تُعد المديرية بمنزلة بوابة عبور ومدخل لخمس مديريات بمحافظة الضالع، إضافة إلى أنها مدخل صوب محافظة تعز. وأضافت تلك المصادر أن التعزيزات التي تصل إلى المتمردين في مديرية سناح عن طريقة مديرية قعطبة لا تستطيع التقدم خارج سناح، بفضل سيطرة المقاومة على منافذها، لتلجأ الميليشيات إلى استعمال المدفعية وراجمات الصواريخ لضرب المناطق البعيدة والخارجة عن سيطرتها.
في غضون ذلك، كشفت قيادة المقاومة بالضالع أنها تدرس بشكل جدي عملية إرسال تعزيزات عسكرية وسرايا من المقاومة لتعزيز جبهات القتال في كل من عدن والعند. خصوصا بعد أن تمكنت المقاومة في الضالع من الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والآليات العسكرية التي تركتها الميليشيات بعد هربها من المدينة.
وفي محافظة أبين، لقي 25 من جماعة الحوثيين مصرعهم وجرح العشرات منهم، في كمين نصبته لهم المقاومة الشعبية فجر أمس. وقالت مصادر محلية إن عددا من الآليات والمدرعات تم تدميرها في الكمين.
إلى ذلك، لا تزال الاشتباكات متواصلة في جولة المصعبين وجولة الكراع بعدن، إذ باتت تلك المناطق تحت نيران المقاومة والقصف المتبادل من الطرفين، وقال المتحدث باسم المقاومة الشعبية بعدن عبدالسلام عاطف، إن المقاومة استطاعت أن تحقق تقدما في جبهة العريش وخور معسكر وتمشيط معسكر الصولبان قبل أن تعاود أدراجها عقب اكتشاف محاولة للالتفاف عليها من الميليشيات الحوثية وقوات صالح.