دون رتوش، وبمنتهى الوضوح، أطلق مدير القناة الرياضية التلفزيونية السعودية السابق الزميل عبدالله المقحم الاتهام بأن الظهور التلفزيوني المتكرر لرؤساء الأندية خلال نقل مباريات دوري المحترفين السعودي، هو ظهور مدفوع الثمن، حتى وإن استخدم مصطلح "البعض" حتى لا يعم الاتهام.

واتهامات المقحم التي جاءت في ثنايا مشاركته في تحقيق للزميلة "الشرق الأوسط" حول حقوق النقل التلفزيوني لمباريات المسابقات الكروية السعودية وضرورة مشاركة الأندية في القرار المتخذ حيالها، تفتح كثيراً من التساؤلات حول ما إذا كان هؤلاء المعنيون بالاتهام قد طرقوا أبواب الرياضة خدمة للأندية على حد تعبيرهم، أم أرادوا من الأندية مطية ليعبروا إلى بوابات الشهرة والحظوة الاجتماعية والمكاسب الأخرى التي لا تبدو خافية على أحد.

من حق الرؤساء أن يتمتعوا ببعض المكاسب التي تبدو أحياناً من "لزوميات" المنصب، وطالما أنهم يجتهدون ويتعبون ويقتطعون من وقتهم ومن الزمن المخصص لأسرهم ليقوموا بعمل تطوعي فمن حقهم أن ينالوا فرصة الظهور، لكن أن يسعى بعضهم للدفع مقابل هذا الظهور فتلك هي المصيبة التي يشير إليها المقحم، والتي يستغربها مقارنة بما يحدث مثلاً في الملاعب الأوروبية حينما لا يظهر الرؤساء إلا لثوان معدودة ولمرة أو اثنيتن على الأكثر على مدار زمن المباراة كاملة.

هاهنا يبدو الأمر مختلفاً.. يترقب بعض الرؤساء "مايكات" المراسلين الميدانيين للقنوات الفضائية ليطلقوا تصريحات ذات علاقة بالإدارة والفنيات وأخطاء الحكام وأحياناً الطب الرياضي، فيعلقون على طريقة المدرب، وعلى مهارات اللاعبين، وقرارات الحكام، ويشخصون إصابات اللاعب، بل وقد يحتجون على الأرصاد الجوية لأنها لم تنبه إلى أن الرطوبة ستكون مرتفعة قليلاً.

بعض الرؤساء لدينا يظهرون في وسائل الإعلام أكثر من ظهور لاعبيهم ومدربيهم وأعضاء شرفهم مجتمعين، وبعد أن يملأ الدنيا ضجيجاً يظهر معاتباً الإعلام مدعياً أنه يتجاهل فريقه، ولا يعطيه حقه، ولا يمنحه ما يستحق من الاهتمام والعناية، مع أن هذا الإعلام يتعطش أحياناً لصوت جديد، ولوجه جديد، ولتصريح مغاير للنغمة المتكررة من قناة إلى أخرى فلا يجد إلا الرئيس محتكراً للواجهة، وللباطن معاً.

لا نلوم الرؤساء، ونثق أنهم يقدمون أحياناً جهداً خارقاً، ولا نلغي أحقيتهم بالتمتع ببعض رد الجميل لما يقدمونه، لكن أن يحتكروا الأضواء والعتمة، والأول والتالي فتلك حكاية أخرى ربما تستحق التوقف عندها، وتستلزم منهم قبل غيرهم أن يراجعوا حساباتهم، قبل أن يحاسبهم الآخرون.