منطقة جازان أكثر مناطق المملكة كثافة سكانية وتحتل المركز الأول بنسبة تزيد عن 90 شخصا في الكيلومتر المربع الواحد أي أكثر من ضعف الكثافة في منطقة مكة المكرمة التي تحتل المركز الثاني. لكن عدد المستفيدين من قروض صندوق التنمية العقاري في منطقة مكة المكرمة قبل شهرين تجاوز 1000 مستفيد بينما في جازان لم يتجاوز 27 مستفيدا.
بل إن محافظات مثل حفر الباطن حصلت على 14 ضعف ما حصلت عليه جازان، وحتى مدينة واحدة مثل عرعر حصلت على ستة أضعاف ما حصلت عليه منطقة جازان كلها.
هناك خلل كبير وواضح ويزيده صراخنا في جازان وضوحا مع كل دفعة قروض، ولا نجد إلا الصمت. نصرخ مع كل دفعة قروض، ونصرخ مع كل دفعة مِنَح أراض. نصرخ ليس ترفا ولا للفت انتباه أحد بل لأننا نتألم، لأن جازان صغيرة جدا جدا ولا تحتمل حتى عشر هذا الضرر. ليست المسألة مسألة قروض، وإنما هي قبل ذلك مسألة الأرض، والمحاكم والاستحكام.
نعاني في جازان من تعقيدات في استخراج حجج استحكام، وبصراحة نشعر أنها تعقيدات غريبة ولا نعرف مصدرها.
بعض القضاة يرفض من حيث المبدأ إصدار حجج استحكام، (يقولون إن النظام يمنع) وبعضهم يصدرها لكن بمعدل زاحف حدّ التوقف.
قصص ومسلسلات عجيبة يقصها أولئك الذين حصلوا على حجج استحكام، حكايات عاشوها على مدى سنوات، بين المحاكم والبلديات والواسطات ومفاتيح الدوائر الحكومية، فلكل موظف ذي صلة مفاتيح من الإنس والجن والذي منه!
إن كان الله كتب لك الحصول على حجة استحكام فلن يكون قبل فترة تراوح ما بين خمس إلى عشر سنوات.
نحن نهنئ المناطق والمحافظات الأخرى على حقهم من قروض التنمية العقارية، وحقوقهم من تسهيلات حصولهم على حجج استحكامات على أراضيهم، ونسألهم بالله تعالى أن يدلونا على الطريقة التي يسر الله بها أمورهم.
تخيلوا 25 قرضا فقط لمنطقة جازان!! إنها ليست ظلما فقط بل هي قصور واضح فاضح من بعض الجهات المختصة.