أكد تقرير يمني أن العمليات العسكرية التي تقوم بها طائرات التحالف بقيادة المملكة نجحت بدرجة امتياز في تدمير مقدرات الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، وأنها أكملت مهمة تجريد الانقلابيين من السلاح الاستراتيجي، وأوجدت معادلة جديدة داخل اليمن، مشيرا إلى أن تحالف الإرهابيين لم يعد يمتلك قدرات صاروخية وأسلحة استراتيجية كبيرة، إلا ما يصل نسبته إلى أقل من 20% من القدرات التي كانت بحوزتهم قبل عملية التحالف.

وأضاف التقرير أن 66% من عناصر الجيش السابق رفضوا العمل تحت إمرة المتمردين، وغادروا المعسكرات إلى منازلهم بعد الانقلاب، وأن حوالي 40% فقط من قوات الحرس الجمهوري ما زالت تنفذ أوامر قيادات عسكرية تابعة لصالح والحوثي، في التوجه لشن حروبها على مقاتلي المقاومة الشعبية في المحافظات.

وتوقع التقرير الذي أصدره "مركز أبعاد للدراسات والبحوث في صنعاء"، أن تشهد خريطة التوازنات العسكرية في اليمن تغيرا كبيرا، مشيرا إلى أن عاصفة الحزم كانت نتيجة طبيعية لمنع تحول اليمن إلى مصدر خطر إقليمي ودولي، بعد سقوط الدولة بيد الميليشيات الموالية للنظام الإيراني، مؤكدا أن عمليات التحالف نجحت عسكريا في تدمير السلاح الاستراتيجي، وصنعت معادلة جديدة داخل اليمن، ليس للحوثي وصالح تفوق نوعي فيها.

وقال مدير المركز عبدالسلام محمد إنه يلاحظ أن المناطق التي تبسط المقاومة الشعبية سيطرتها العسكرية عليها بالكامل تتوسع يوما بعد يوم، وإن قدراتها القتالية تتطور، مؤكدا أن الثوار هم الأكثر ثباتا على الأرض، لأنهم لا يتصفون بالمناطقية والمذهبية، وأن الحوثيين يعتمدون لتحقيق تقدم على أسلوب إيجاد أعباء إنسانية تخلفها هجماتهم على المدنيين.

وأشاد التقرير بالضربات الجوية لقوات التحالف، قائلاً إنها كانت دقيقة، ما منع وقوع خسائر بشرية وسط المدنيين، رغم وجود المعسكرات ومخازن الأسلحة وسط أحياء سكنية.

وعن كيفية تصرف المتمردين للرد على تقدم المقاومة، قال التقرير إن الحوثيين وصالح سيحاولون خلط الأوراق، من خلال تحريك بعض الملفات المناطقية والطائفية، وبالذات ورقة تنظيم القاعدة، وتابع "بدأت محاولات إثارة الفوضى في حضرموت بتسليم بعض المناطق العسكرية، لعناصر أنصار الشريعة، ويحاولون من خلال حلفاء تدعيم مجلس أهلي لإدارة شؤون عاصمة المحافظة المكلا، ويتوقع نقل التجربة إلى سيؤون".

ووصف التقرير الحرب التي يقودها تحالف قوات صالح وميليشيات الحوثي ذات الطابع المذهبي والمناطقي، بأنها "حرب قذرة" تتجه باليمن إلى انقسامات، وفوضى، وحروب أهلية مدمرة، تهدد أمن دول الجوار وتحوّل المنطقة إلى جحيم.

وأوصى التقرير بضرورة تأمين المستقبل اليمني بقوانين تحقق العدالة الانتقالية، وتمنع الأفكار الهدامة والإرهابية، وتحظر الجماعات المسلحة وتعاقب تلك التي تريد الوصول إلى السلطة من خلال العنف، وتحديد مسارات آمنة لانتقال سلمي من خلال خلق بنية اقتصادية تسهم في إعمار اليمن، وتخفف وطأة وتبعات الحرب على اليمنيين، ووضع لبنات أساسية لتعليم جيل يبني ولا يهدم، ويستند إلى إرث تاريخي وثقافي يوثق لعنف حركة الحوثيين وعداء إيران للعرب وحقد نظام الاستبداد والفساد الذي ترأسه صالح وسيطرة عائلته عليه.