بعد 17 موسما في "الليجا" الإسبانية أمضاها مع فريقه برشلونة انهمرت دموع مايسترو الوسط "تشافي هيرنانديز" وهو يخاطب جماهير "كامب نو" التي احتشدت أمسية السبت الماضي للاحتفال بتتويج فريقها باللقب وتوديع نجمها بعد 25 عاما قضاها بين أسوار ناديهم متدرجا من فريق الناشئين إلى أن بات يشكل جزءا من ماكينة أفضل فرق العالم، متوجها إلى قطر بداية من الموسم المقبل ليرتدي قميص ناديها السد.
وحمل الدولي السابق "35 عاما" لقبه الثامن، والـ23 في تاريخ النادي الكاتالوني، قبل أن يستهل خطابه المؤثر أمام رفاقه وأنصار ناديه بالقول: "اليوم أنا أسعد إنسان في العالم وهو حالي طوال المواسم الـ17 الأخيرة التي قضيتها هنا.. أود أن أشكر عائلتي، زوجتي، أصدقائي وكل المتواجدين هنا، كنتم جميعا رائعين.. البرشا الأفضل في العالم، وكما قال المستر (مدربه إنريكي)، هذه لن تكون النهاية.. نريد لقبين آخرين (كأس الملك ودوري الأبطال) ونريد أن نكون معا هنا لنحتفل في السابع من يونيو المقبل.. عاش البرشا وعاشت كاتالونيا".
"تشافي" الذي خاض أمام لاكورونا بملعب "كامب نو" مباراته رقم 505 في "الليجا"، لم يستطع إخفاء دموعه وهو يسدل الستار على حقبة مذهلة عاشها مع فريقه منذ أن كان في الـ11 من عمره، وقال لقناة "كانال بلس" الفرنسية "حاولت مقاومة دموعي والتحكم في مشاعري وتبسيط الأمر لكن ذلك لم يكن ممكنا"، وأضاف "سأحمل ذكريات غير عادية لا تحصى ولا يمكن أن أكون أسعد مما كنت عليه.. كانت مسيرة رائعة ولم تنته بعد، فزنا بالدوري والآن أمامنا نهائيان ومع ذلك الثلاثية لن تكون سهلة"، واكتفى في النهاية بالقول "سأفتقد البرشا أكثر مما هو سيفتقدني.. لقد ارتديت هذا القميص 25 عاما، أنا ممتن لأولئك الذين لم يخذلوني أبدا وكانوا هناك من أجلي طوال حياتي".
من جهته، نال "تشافي" ثناء مدربه "لويس إنريكي" حيث وصفه في مؤتمر صحافي عقب التتويج "رؤية تشافي بهذا الوضع المؤثر للغاية والحفاوة التي نالها من الجميع، ستكون إحدى صور هذا الموسم التي لن تفارق ذهني"، مستدركا "ليس هناك تشافي آخر إنه فريد من نوعه، بالنسبة لي لايزال قادرا على خوض موسم إضافي معنا، بيد أننا نحترم قراره". ولم تتوقف الإشادات على لسان "إنريكي"، بل انهمرت قبلها وبلا هوادة من مدرجات "كامب نو" التي وصفته بـ"البطل"، ورفعت لافتة عملاقة تحمل صورته ورقمه الشهير شكروه فيها على خدمته الطويلة لناديهم، فيما بادر زملاؤه في الفريق لإظهار حبهم أيضا خلال المباراة بارتداء قمصان نقشت على صدرها رسالة خاصة تحمل عبارة "شكرا تشافي 6"، واحتفوا بعدها بمسيرته المظفرة بحمله ورميه في الهواء بعد نهاية المباراة.