مما لا شك فيه، أن بعض الإعلاميين لا يدركون أن النجومية لها أنياب، لا ترحم مع يتعامل معها بكثير من الثقة والتعالي، فبقدر احترامك لمهنيتك وموضوعيتك تعلو مكانتك عند مشاهديك، ولكن أن تتحول النجومية إلى غرور مستفحل، وتجعل من برنامجك منصة لإطلاق رؤاك الشخصية، تبث منها أفكارك التي تؤمن بها ناهيك عن صوابها أو خطئها، فأنت بذلك أيها الإعلامي تجعل من برنامجك "تكية" خاصة لك، تصول وتجول فيها كيفما شئت، غير عابئ بمشاهديك.

فمن غير الجائز أن تتحول بعض البرامج إلى محاضرات، ويتحول معها ذلك المذيع "الفذ" إلى خطيب أو محاضر، فارضا معتقداته وآراءه الشخصية، معتمدا في ذلك على نجوميته الإعلامية.

مهمة الإعلامي المذيع تبصير المشاهد، وتصويب وعي المتلقي، عن طريق طرح "الآراء المتعددة والمختلفة"، لا أن يعتلي وحده منبر البرنامج ساعة أو ساعتين، فتجده محللا سياسيا وخبيرا اقتصاديا، وفي المجال الأمني تجده العالم ببواطن الأمور.. إبراهيم عيسى، خالد صلاح، محمود سعد، يوسف الحسيني، وغيرهم كثير.

من هنا، نكتشف أن هؤلاء الإعلاميين وغيرهم كان لهم الدور الأبرز في تغييب عقول السذج من الناس، وإقناعهم بآراء اتضح لاحقا أن معظمها خاطئة، لأنهم جعلوا من أنفسهم أوصياء علينا –نحن المشاهدين– فبرامجهم أصبحت تعاني الفوضى وعدم الالتزام بأبسط معايير المهنة.

أيها الإعلاميون: نجوميتكم تحولت إلى وبال على أنفسكم قبل غيركم، دعوا عنكم هذه الثقة الكاذبة، وأفيقوا قبل أن تتحسس أصابعنا "الريموت" ونلقي بكم في غياهب الفضائيات.