بعد مرور أسبوع على حادثة تفجير مسجد القديح التي راح ضحيتها 22 شهيدا أثناء أدائهم لصلاة الجمعة الأسبوع الماضي، تكرر المشهد وقت صلاة الجمعة أمس بمحاولة فاشلة لاستهداف المصلين في مسجد العنود بالدمام، فيما تمكنت قوات الأمن من إحباط محاولة الاعتداء الآثم على المصلين.

وأوضح لـ"الوطن" عضو مجلس الشورى، اللواء المهندس ناصر الشيباني أن حادثة العنود هي كسابقتها حادثة القديح وراءها مجموعة من المجرمين والقطيع الذين يسيرون من خارج البلاد ما زالوا على غيهم وطغيانهم، وأضاف "يستمر هؤلاء المجرمون في قتل الأبرياء ومحاولة إيجاد الشرخ في صفوف الأمة، ولكن الحمد لله حكومتنا وأهلنا والمواطنون قادرون على استئصال هذا المرض السرطاني والخلايا السرطانية". وأشار إلى أن هذه التفجيرات هي آخر ما لدى الإرهابيين للقيام به، بعد أن تقطعت سبلهم وحوصروا من كل جانب، وتابع "الآن بدأ تخبطهم، فأصبحوا يستخدمون السيارات والأدوات ويفجرون أنفسهم في الشوارع، ولكن يقظة رجال الأمن أسهمت في إيقاف عملهم الإجرامي".

وبين الشيباني بأن حادثتي القديح والعنود هما مخطط خارجي وجريمة عابرة للحدود، وقال: "هذه الجرائم استخدمت فيها مواقع التواصل الاجتماعي، لاستدراج صغار السن وغسل عقولهم وزراعتهم في مناطق معينة، وهذا تأكيد ودلالة على تكوين العمل الإرهابي من الخارج، ويقف خلفها إيران لزعزعة أمن السعودية، فإيران هي من زرعت داعش ودعمت القاعدة، وهي العدو الأول لهذه البلاد وللأمة، إضافة إلى إعلان السعودية بتورط أشخاص من حزب الله ووضعهم في قائمة المتابعة"، لافتا إلى أن هذا التخبط جاء في آخر المطاف للإرهابيين. من جهته، بين عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الدكتور صدقة فاضل لـ"الوطن" بأن السعودية من أكثر دول العالم تعرضا للإرهاب، وفي نفس الوقت من أكثر دول العالم مكافحة له، وأضاف "كفاءة وزارة الداخلية ويقظة رجال أمننا أحبطتا ولله الحمد مخططات الإرهابين لزعزعة أمننا، حتى إن كثيرا من دول العالم أصبحت تنظر للمملكة كقدوة في مكافحة الإرهاب، ومن الظلم والإجحاف إلصاقها بالدين، فالشريعة براء من أعمال الإرهابيين". وأضاف أن إيران وجهات أخرى لها دور فاعل ولها أذرع في كثير من البلدان العربية تقف خلف هذه التفجيرات، مبينا بأنها حرب شعواء تشن ضد المملكة، وتتطلب مزيدا من التضامن والتلاحم الوطني في مقاومة الإرهاب.