حينما ننتقد عدم مواكبة الإعلام السعودي للدور الذي تلعبه بلاده على الساحتين الإقليمية والعالمية، فنحن نتحدث بالضرورة عن قصورنا "نحن"! الإعلام نحن، وليس مخلوقات جاءت إلينا من كوكب آخر.
و"نحن" أعني بها كل أعضاء الفريق الإعلامي الموجودين في الساحة، بدءا من الوزير والناشرين ومالكي المحطات الفضائية ومالكي الصحف ورؤساء التحرير والصحفيين، وصولا إلى صاحب هذا العمود وجاره وزملائه في هذه الصحيفة والصحف الأخرى!
الإعلام في 2015 ليس هو -ولا ينبغي أن يكون- الإعلام قبل 10 سنوات.. فقط لكون العالم شهد تعقيدات كثيرة، وتحولات لافتة، وتطورات خطيرة متسارعة خلال السنوات الماضية..
يهمني جدا أن يحافظ الإعلام السعودي على اتزانه المعهود.. هذه قيمة لا ينبغي التنازل عنها.. لكن هذا لا يعني أمرين:
"الأول" أن يقبع الإعلام في خانة الدفاع.. الإعلام يفترض أن يتحرك في جميع المراكز.. رأس حربة أحيانا.. هناك إعلام مأجور.. غايته ترويج الإشاعات والأباطيل علينا وعلى بلادنا وتحركاتها الدولية.. يحدث ذلك دون وجود أي رد فعل إعلامي محلي.. كل ما لدينا هو نقل الخبر دون أدنى محاولة للتأثير على الرأي العالمي وتوجيهه، أم تراكم تظنون أن دوائر صنع القرار في العالم لا تتابع إعلامكم لحظة بلحظة!
و"الثاني" أن نستمر في استخدام المفردات القديمة ذاتها. ما زلت على الصعيد الشخصي -وهذه من نافلة القول- أستغرب وأنا أتابع بعض المقالات التي يكتبها بعض زملائي من رؤساء تحرير وكتّاب مخضرمين.. وهم يملؤون أعمدتهم بالثناء المبالغ فيه على أي زيارة أو خطوة تقوم بها بلادنا.. حتى لو كانت طبيعية.. طرح كهذا يكشف أن الخطاب الإعلامي السعودي ما يزال موجها للداخل.. أين هو المتلقي الأجنبي الذي سيقبل ثناء الإنسان على حكومة بلاده؟!
نعم، نحن في حاجة إلى مخاطبة الداخل.. هذا جزء من دورنا.. لكننا أحوج إلى مخاطبة الخارج.. الخارج مهم.. الأمر في متناول اليد.. إن أكثر وسائل الإعلام في البلدان العربية -وفقا لمؤسسة الفكر العربي- هي وسائل الإعلام السعودية.
هل قلتم ما العمل؟ خطوات كثيرة. دعونا نبدأ بورشة وطنية كبرى يتبناها وزير الإعلام.. تبحث عن إجابة للسؤال الأهم: أين موقع الإعلام السعودي اليوم؟