أعاد فوز الكاتب البيروفي ماريو فارجاس يوسا بجائزة نوبل للآداب الأسبوع الماضي إلى الأذهان حكاية لكمته الشهيرة عام 1976 لصديقه الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز الذي سبقه بـ28 عاماً بنيل الجائزة ذاتها.
منذ ذلك الحين والكاتبان في حالة قطيعة تامة.. لكنها كما قيل قطيعة راقية، فكل منهما يمتدح أدب الآخر، ويرفض الحديث عن أسباب اللكمة التي شهدتها إحدى سينمات مكسيكو سيتي. ولم يقل يوسا يومها على ذمة شهود سوى: "هذه بسبب ما فعلته بباتريشيا". وباتريشيا يفترض أنها زوجة يوسا، أما سرّ اللكمة فقد تركه الكاتب البيروفي للمؤرخين ليكتبوا عنه فيما بعد.
• • •
ثمة من يقول إن ماركيز كان معجبا بزوجة صديقه، وحاول إغواءها. وثمة من يقول إنه أراد الإيقاع بينهما.. وبكل الأحوال يشكل ذلك لكمة وخيانة للصداقة. وهناك من يرى أن الخلاف كان أيديولوجياً نتج عن تخلي يوسا عن الاشتراكية والليبرالية وندد آنذاك بنظام كاسترو الشيوعي فيما استمر ماركيز على فكره..
ويا له من خلاف أيديولوجي لا يحلّ سوى بالعنف واللكمات!
• • •
تلقى يوسا لكمة من أبناء وطنه حين رشح للانتخابات الرئاسية عام 1990 لكنه خسر.. فردّ اللكمة لوطنه الذي لم يصبح رئيسه، وانتقل للإقامة في إسبانيا وأخذ جنسيتها.
• • •
بالتزامن مع عودة لكمة يوسا إلى الأضواء، تستمر هيئة جائزة نوبل في توجيه لكماتها للأدباء الحالمين بها ممن يستحقونها.. وعلى الرغم من أن اسم يوسا كان بين المرشحين إلا أنه برأي أغلب النقاد ليس الأهم والأعظم في الأدب العالمي حاليا.
• • •
منذ حمل نجيب محفوظ الجائزة والعرب يأملون بفائز جديد في الآداب، وعلى الرغم من أن محمود درويش كان يستحقها بامتياز، إلا أنه رحل دون إشارة من اللجنة لذلك.. ولم يشفع المشروع الشعري الكبير لأدونيس عالميا وليس عربيا فقط، إلا بدخوله دائرة الترشيحات سنويا دون أن ينال الجائزة..
لماذا مُنحت جائزة نوبل لروائي عربي، ولم تُمنح لشاعر؟ تلك لكمة توجهها الجائزة للشعر الذي يعتز العرب به ويعتبرونه ديوانهم.