يبدو الرئيس الحالي للاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري "جوزيف بلاتر" في عين العاصفة عشية الانتخابات الرئاسية التي يواجه فيها منافسه الوحيد الأردني الأمير علي بن الحسين بعد انتقادات لاذعة وهجمات عنيفة تعرض لها في اليومين الأخيرين من مسؤولين رياضيين وسياسيين ومن الصحف العالمية.

وارتفعت أصوات من كل حدب وصوب ضد السويسري البالغ من العمر الـ79 والساعي إلى ولاية خامسة على رأس الفيفا بعد الكشف عن إجراءات قضائية ضد تسعة من المسؤولين في المنظمة العالمية التي يرأسها، من قبل السلطات القضائية الأميركية والسويسرية على حد سواء قبل اعتقال هؤلاء ودهم مقر الفيفا.

ولم يتردد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الفرنسي ميشال بلاتيني بمطالبة بلاتر بـ"الاستقالة" أمس خلال اجتماع لرؤساء الاتحادات القارية قبيل ساعات من انطلاق الكونجرس.

وقال بلاتيني للصحافة: "طالبته بالاستقالة. كفى، كفى. لقد أصغى إلي بلاتر لكنه قال إن الوقت متأخر"، داعيا إلى انتخاب الأمير علي بن الحسين.

واعتبر بلاتيني أن "أغلبية كبيرة من الاتحادات الوطنية الأوروبية ستصوت للأمير علي، ودعا الاتحادات الأخرى للتصويت له"، معربا عن اعتقاده "أنه بالإمكان هزيمة بلاتر". وأوضح "تغيير الرئيس هي الطريقة الوحيدة لتغيير الفيفا".

وكان الاتحاد الأوروبي طالب بتأجيل الانتخابات "لمدة ستة أشهر" كي يتم تفادي تحول الكونجرس إلى "مسرحية". لكن بعد اجتماع الاتحاد القاري أمس أكد رئيس الاتحاد الهولندي ميكايل فان براج أحد المرشحين المنسحبين الأسبوع الماضي أن الاتحاد الأوروبي لن يقاطع الكونجرس أو الجلسة الانتخابية.

ولاتزال الانتخابات على موعدها اليوم، لكن العاصفة التي تجتاح الفيفا ورئيسه قد يفيد منها الأمير علي بن الحسين، وقال بلاتيني: "قبل أحداث الأسبوع الجاري، قد يكون غير ممكن هزيمة بلاتر، لكن الآن مع كل ما حصل، أعتقد أنه بالإمكان هزيمته".

تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأسترالي أعلن صراحة أمس أيضا أنه سيصوت للأمير علي.

في المقابل، جدد الاتحاد الأفريقي أمس أيضا دعمه لبلاتر معللا قراره "بالإجراءات التي اتخذت في السنوات الأخيرة في فيفا لتحسين الحوكمة".

يذكر أن 209 اتحادات ستشارك في انتخاب الرئيس اليوم وهي موزعة على الشكل التالي: أوروبا تضم 54 عضوا لكن جبل طارق لا تستطيع التصويت لأن الفيفا لم يعترف بها رسميا، آسيا (46)، الكونكاكاف (35)، أوقيانيا (11)، وأميركا الجنوبية (10) وأفريقيا (54).

توتر دبلوماسي

واستدعت الفضيحة بطبيعة الحال تدخل السلطات السياسية فبعد مداخلة وزيرة العدل الأميركية "لوريا لينش" أول من أمس ومهاجمتها الفساد بعنف، رد رئيس روسيا "فلاديمير بوتين" متهما الولايات المتحدة بالتدخل لمنع "إعادة انتخاب بلاتر" رئيسا للفيفا. وانتقد بوتين الموقف الأميركي في ملف الفساد داخل الفيفا.

بدورها، شنت الصحف العالمية هجوما لاذعا على بلاتر وطالبته بالرحيل. وقالت صحيفة "بيلد" الألمانية "ارحل" مع صورة لبلاتر. وطالبت الصحيفة الألمانية الأكثر انتشارا في أوروبا تحت عنوان عريض "عراب"، بتنحي بلاتر باسم "ملايين من أنصار اللعبة".

وتابعت "لا يمكن لصق أي تهمة به شخصيا، لكن في الوقت ذاته يغطي منظمة إجرامية تقوم بإبقائه في السلطة". أما "دي تلغراف" الهولندية فقالت: "البراهين دامغة بفضل بعض المخبرين، وبلاتر هو رئيس عصابة الفساد".

ولم ترأف الصحف السويسرية بابن بلادها وقالت "لو ماتان": "يجب أن يرحل"، أما "تريبون دو جنيف" فقالت: "سيد بلاتر، ارحل". وأضافت: "يحاول بلاتر اليوم أن ينظف بيت فيفا الداخلي. إنها فضيحة حقيقية".