تفرد النصر للموسم الثاني على التوالي بتتويج مبهر أبدعت فيه الشركة الراعية "عبداللطف جميل" بما يؤكد أهمية الاستثمار في الرياضة، وقيمة الرياضة للمجتمع، وهذا يتطلب مضاعفة الجهد والحرص على قوة وجمال المنافسة، لاسيما أن دورينا الأكثر جاذبية في الشرق الأوسط بشهادة الخبير الرياضي الكبير محمد بن همام في تغريدات واكبت الحفل الختامي الساطع.

كان تتويج النصر مساء الجمعة الماضية كرنفالا ذهبيا يفوق أي تتويج مماثل زاده جمالا الحضور الجماهيري الكبير بوجود 59174 أقل نحو ألف عن سعة إستاد الملك فهد الدولي مكتسيا بألوان البطل الزاهية، فقراته جيدة ومتناسقة مع التحفظ على "المبالغة" في الوقت لمراسم التتويج وتقديم اللاعبين. ووجود جماهير تلاحق المصورين أثناء اللقاءات يصاحبها خروج عن النص أشغلت المخرج وأحرجته.

النصر كأي بطل دوري في العالم حقق أعلى النقاط التي تخوله لصعود المنصة بعد موسم شاق وطويل وصعب واكبه تحديات كبيرة مع مختلف المنافسين وملاحقة خانقة من الأهلي الذي أجاد كثيرا وخسر السباق في الجولة قبل الأخيرة، بينما واصل النصر الفوز فحسم اللقب بهدف "تسلل" أمام منافسه التقليدي الهلال واكبه جدل كبير وفوضى شرفية وسوء سلوك لبعض اللاعبين، وأخطاء تحكيمية من "الأجنبي" الأسكتلندي بيوتن ومساعديه. ولم يقدم الفريقان المباراة التي تشبع نهم المتابع فنيا، زادها سوءا تصرفات بعض اللاعبين لاسيما سالم الدوسري الذي طرد مع زميليه محمد جحفلي وسعود كريري، بينما كان الوجه الجميل في الديربي مقتصرا على فوز النصر الذي جلب الفرح والبهجة والسرور لمحبيه ببطولة جديدة غالية ومهمة.

وتزامن التتويج مع آخر جولة أمام الشباب في "درة الملاعب" بحضور ملأ المدرجات ساهم في أن يكون المهرجان غاية في الجمال لختام "دوري جميل" ولكن النصر لم يكسر الرقم السابق بعد أن صمد الشباب ونازله الند للند دون أن يهز أي منهما شباك المنافس، ولم ينجح الهداف الخطير محمد السهلاوي في خطف اللقب من السوري عمر السومة مهاجم الأهلي الذي توقف رصيده عند 22 بسبب الإصابة وعاد أمام الاتحاد في آخر جولة للمحافظة على تهديفه لكنه خرج في بداية الشوط الثاني، ومن حسن حظه أن السهلاوي لم ينجح في التسجيل وظل وصيفا بـ21 هدفا.

النصر جمع 64 نقطة "أقل نقطة واحدة عن موسمه السابق" ولذا لم يحتفل بأرقام جديدة، عدا أنه أضاف لقب الدوري لخزينته، بعد مشوار بدأه بقوة، ثم ألغى عقد مدربه الإسباني كانيدا رغم أنه كان متصدرا في الجولة التاسعة، وأعاد الأورجوياني داسيلفا الذي كان في مستوى الثقة وواصل الصدارة حتى بعد تكرار خسارته من مطارده الأهلي، وبقي أعلى الهرم حتى الحسم. أيضا تعرض لضربات صاعقة كخسارة النجمين الكبيرين إبراهيم غالب وأحمد الفريدي بالرباط المتصالب تتاليا في أهم منعطف من الثلث الأخير، وخسر بعض اللاعبين بالإيقاف وأخفق في اللاعب الأجنبي الرابع "ويلا"، ومع ذلك ركز بقوة على الدوري وحققه.

ونال الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر المساحة الأكبر سطوعا بقراراته وحضوره وتفاعله، وزاد في نجاحاته الذهبية تحقيق الناشئين والشباب بطولتي الدوري، حيث كان لحضور الأبطال الصغار رونقا إضافيا للمهرجان الأصفر الفخم وأهمية قصوى في تعزيز الروح البطولية أمام آلاف الحضور وملايين المشاهدين.

ألف مبروك للبطل النصر وللهداف عمر السومة، وحظا أوفر لجميع المنافسين. وشكرا لرابطة المحترفين ولجنة المسابقات والشركة الراعية "عبداللطيف جميل".