فيما واصل طيران التحالف الذي تقوده المملكة لردع المتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، ودعم الشرعية المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، غاراته الجوية على مواقع الانقلابيين، حققت المقاومة الشعبية تطورا كبيرا في مختلف الجبهات، لاسيما الضالع التي أعلنها رئيس هيئة الأركان، اللواء محمد المقدشي محافظة خالية من التمرد، بعد أن تمكن مقاتلو المقاومة الشعبية من طرد المتمردين إلى خارجها، بعد أن تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح، بلغت عشرات القتلى ومئات الجرحى، ما دفعهم إلى الهرب خارج حدود المحافظة، تاركين وراءهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي غنمها المتمردون، ومن بينها دبابات وآليات ثقيلة. وشنت طائرات التحالف أمس غارات عنيفة على معسكرات ومخازن الأسلحة في مناطق مختلفة من العاصمة صنعاء، كان آخرها كلية الطيران والدفاع الجوي في شارع الستين الغربي. كما وجهت ضربات أخرى لمواقع الانقلابيين في جميع الجبهات القريبة من مأرب، خاصة في صرواح، وحريب، والجدعان، كما كبدتهم خسائر بشرية ومادية.
وفي عدن التي تشهد قتالا ضاريا بين مقاتلي المقاومة الشعبية والمتمردين، شن التحالف غارات أمس على مواقع للحوثيين وقوات صالح في حي الممدارة، شمال المدينة. وأفاد شهود عيان أن القصف استهدف تجمعات للمتمردين، ما أدى إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم.
وفي محافظة تعز، شن طيران التحالف غارات جوية على مواقع عدة بالمحافظة، وأشار شهود عيان إلى أن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد بقوة من منتزه زايد الواقع بجبل صبر، وموقع العروس الذي استولت عليه الميليشيات الحوثية قبل أيام. وكان المنتزه قد تعرض لغارات عدة جوية خلال الأيام الماضية، بعد أن حولته الميليشيات الحوثية إلى ثكنة عسكرية لها.
في سياق متصل، أكدت مصادر إعلامية أن الغارة التي شنتها طائرات التحالف مساء أول من أمس على منزل أحمد صالح، نجل الرئيس المخلوع، في العاصمة اليمنية صنعاء، أدت إلى تدمير مخازن أسلحة نوعية تابعة للحرس الجمهوري الذي كان يتولى قيادته، مشيرة إلى أن أصوات انفجارات عالية سمعت بقوة في محيط المكان الذي استهدفته الطائرات بصواريخ عدة في وقت واحد. كما ارتفعت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان فوق سماء المكان.
وعلى صعيد المواجهات الدائرة على الأرض بين مقاتلي المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي المسنودة بفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، في كثير من المدن والمحافظات، أعلن رئيس الأركان اليمني، اللواء محمد المقدشي تحرير محافظة الضالع بالكامل من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح. مشيراً إلى أن مقاتلي المقاومة الشعبية بدأوا حملة تمشيط واسعة، بحثا عن ميليشيات التمرد الحوثي المدعومة من فلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، التي تفرقت في أنحاء المحافظة المختلفة، بعد هروبها من جبهات القتال.
ودعا المقدشي جميع أبناء المحافظة إلى نفير عام لنصرة المقاومة في جبهات القتال لتحرير المحافظات كلها، ووعد المقدشي بثورة خلال أمد قصير على مستوى المحافظات كلها.
وأشارت مصادر من داخل الضالع إلى أن المعارك العنيفة التي دارت أمس بين الانقلابيين ومقاتلي المقاومة الشعبية أسفرت عن مصرع عشرات المتمردين وإصابة آخرين، فيما وقع 19 منهم في الأسر، وذلك في هجوم للمقاومة على موقع بمدرسة لكمة صلاح. مشيرة إلى أن معارك أخرى دارت عند حدود معسكر اللواء 33 مدرع وسط المدينة، انتهت بسيطرة الثوار على المعسكر وفرار المتمردين، بينما سلم آخرون أنفسهم للثوار، الذين استولوا أيضا على كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والذخائر والآليات، بينها أكثر من 20 دبابة.
وأكدت مصادر يمنية رفيعة نجاح المقاومة الشعبية وقوات الجيش التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي في فتح جبهات قوية في عدن والضالع ومأرب والجوف، ودحر الميليشيات، مشيرة إلى أن ما يقلق الحوثيين وقوات صالح التحركات الجادة على جبهة الجوف صعدة، والانتفاضة الشعبية داخل العاصمة اليمنية صنعاء التي ترفض وجود الميليشيات.
أما في مدينة تعز، التي تحاصرها قوات التمرد بشكل كامل منذ شهر، فقد استيقظ الأهالي على قصف مدفعي بكافة أنواع القذائف والمدفعية في كل أنحاء المدينة، واستهدف الأحياء السكنية، مخلفا عشرات القتلى والجرحى من المدنيين. كما طال القصف أيضا المستشفيات، خاصة مستشفى الثورة العام، إلى جانب قيام قناصة محترفين بقتل الأطباء والمسعفين. ما دفع الحكومة اليمنية إلى إطلاق نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي، دعته فيه إلى تحمل مسؤولية حماية المدنيين في تعز، ووقف الإبادة الجماعية بحقهم.
وأشارت مصادر من داخل المدينة إلى أن هذا القصف يأتي ردا على التقدم الذي حققته المقاومة الميدانية، التي تمكنت أمس من تطهير حي المناخ القريب من منطقة المرور بشكل كامل، كما تمكنت قوات الجيش المسنودة برجال المقاومة من السيطرة الكاملة على جبل الزنوج الواقع على شارع الخمسين شمال مدينة تعز. وفي محافظة إب، نصب مقاتلو المقاومة الشعبية كمينا لتعزيزات عسكرية للحوثيين شرق مدينة القاعدة، كانت في طريقها إلى مدينة تعز المجاورة. وأشارت مصادر داخل المقاومة إلى أن الثوار تمكنوا من قتل تسعة متمردين وأصابوا آخرين. كما سيطروا على جبل الزنوج بعد معارك مع الحوثيين، إضافة إلى صدهم هجوما للحوثيين والقوات الموالية لصالح من الجهات الأربع على جبل جَرّه الإستراتيجي، الواقع تحت نفوذ المقاومة.
وفي محافظة مأرب، تكبدت ميليشيات الحوثي وصالح خسائر كبيرة في الأرواح والأسلحة، خلال المعارك التي خاضتها ضدهم المقاومة الشعبية، في منطقة نجد مرقد، الواقعة بين مأرب وشبوة، وأشارت مصادر مطلعة إلى أن من ضمن القتلى خمسة من القيادات البارزة للجماعة، وهم: عقاب محمد الدهشاء شريف، وعبدالله حسين شبرين، وابن حيباك شريف، وابن العابص الشناني، وابن الحرد
أما في محيط العاصمة صنعاء، لا يزال أبناء قبيلة الحيمة الداخلية يشددون حصارهم منذ أول من أمس على 14 طقما وعشرات المسلحين الحوثيين في عزلة بني عمرو بمديرية الحيمة الداخلية، كما رفضوا الاستجابة لوساطة أرسلها الحوثيون برئاسة قائد موقع المنار العسكري، محمد عبد الحق إلى القبيلة لرفع الحصار عن المسلحين.