سخرت حكومة جنوب السودان من الأنباء التي تحدثت عن قرب قيام الخرطوم بوساطة بينها وبين المتمردين الذين يقودهم النائب السابق للرئيس رياك مشار، مشيرة إلى أن الخرطوم جزء من المشكلة، وبالتالي لا يمكن أن تكون جزءا من الحل، إلا إذا قررت كف يدها والامتناع عن تقديم الدعم للمتمردين.
وقال المتحدث باسم الجيش الجنوبي فيليب أجوير في تصريحات إلى الصحفيين أمس: "الخرطوم تساعد المتمردين وتمدهم بالأسلحة وتقدم لهم الدعم اللوجستي. هذه حقيقة وبديهة لا تحتاج إلى نقاش أو محاولات لإثباتها. وإذا أرادت أن تقدم مساعدتها لإيقاف القتال في الجنوب، والدفع باتجاه تسوية سلمية، فإننا نرحب بذلك، شريطة أن تعلن في البداية وقف مساعداتها للمتمردين، وعدم تزويدهم بالسلاح. فمن أساسيات الوساطة الناجحة أن يكون الوسيط محايدا وليست له مصالح مع أي جهة، وهذا لا يتوافر في الخرطوم، على الأقل في الوقت الحالي".
ومضى أجوير قائلا "ليست لنا مشكلة مع حكومة البشير، ولا نريد تصعيد الأوضاع معها، ونادينا مرارا بضرورة تحسين العلاقات بين الجانبين، لأن في ذلك مصلحة مشتركة للشعبين الشقيقين، ولكن ذهبت كل مناشداتنا أدراج الرياح، فالخرطوم واصلت دعمها للمتمردين، واعتقلنا بعض الضباط الذين كانوا يقدمون لهم المشورة، كما استولينا على أسلحة وذخائر تركها المتمردون عند هربهم من ملكال وهي تثبت بوضوح الدعم السوداني لهم".
وتتبادل دولتا السودان باستمرار الاتهامات بدعم المتمردين في الدولتين، وخلال الشهر الماضي وجه الرئيس السوداني عمر البشير ما قالت إنه "إنذار أخير للمتمردين" بالتوقف عن دعم متمردي حركة العدل والمساواة التي تقاتل الحكومة في دارفور، وهدد بأنه إذا لم يحدث ذلك فإن الخرطوم تحتفظ بحقها في الدفاع عن نفسها، "ولو أدى ذلك إلى دخول أراضي الجنوب لمطاردة المتمردين".