نعم، هذا صحيح، هناك مرض لن تستطيع الإصابة به إلا حينما تبحث عنه أنت بنفسك وبمحض إرادتك! بيد أن الجزء الأكثر إثارة أنه مرض معدٍ بكل سهولة، ولا يحتاج الأمر سوى أن تتشجع للتعبير عنه!

إنها السعادة، وإثارة جو من البهجة والفرح. هذه الحالة التي تستطيع الوصول إليها متى ما أردت، ولن يستطيع أحد ما أن يمنع وصولك إليها، لأنها ببساطة تحدث داخلك، وأنت من يستطيع الهروب من ضغوط العمل وخيبات الحياة، بأن تترك كل هذا وراءك وتبحث عما يبهجك أنت وحدك، وستجد أنك خرجت من مزاج سيئ ومزعج إلى مزاج مبهج ولطيف دون أن تعلم.

الشيء الرائع هنا، أنك وما إن تتشجع للتعبير عن مشاعرك السعيدة ومشاركتها مع الآخرين، حتى تصيبهم بهذه العدوى اللطيفة، ليعم جو من السعادة والبهجة تعود عليك أنت في النهاية بمزيد من السعادة والرضا الداخلي.

ولعلي أدعوك هنا لمشاهدة مقطع مرئي قصير في "اليوتيوب" لا يتجاوز الدقائق الثلاث، لشاب يقف وحيدا للرقص على أنغام إحدى الأغاني، وذلك في مهرجان "Sasquatch" أو "الكائن الغريب" بمدينة جورج الأميركية، تشجع الشاب وبدأ بالرقص السريع على تلك الأنغام، وكان الجميع  متجاهلا الشاب ورقصه، فالبعض كان مستلقيا على ربوة الحديقة التي تستضيف المهرجان، والبعض يمر أمامه ثم ينظر إليه بنظرات تعجب واندهاش، أو لا يعيره أي انتباه أصلا! لكن وبعد أقل من دقيقة يتجرأ شاب آخر للانضمام إليه، ثم ما هي إلا لحظات معدودة وينضم ثالث ثم رابع، حتى بدأ العدد يتضاعف، وخلال ثلاث دقائق فقط أضحى جميع من كان على الربوة منضما إلى حلبة الرقص تلك!

السعادة ليست صناعة مفاعل ذري، أو حل معادلات رياضية معقدة، بل هي مجرد شعور رضا داخلي يبدأ منك، وأنت من يحدد أن تصاب بها أو تحرم منها.