قبل أيام جمعتني إحدى وسائل النقل العامة بثلاثة شباب سعوديين في إحدى المدن الساحلية العربية، لا أعرفهم، ولم يسبق لي رؤيتهم.. كانوا يتحدثون بصوت مرتفع، كانوا يحذرون بعضهم من الأماكن التي يرتادها السعوديون..!
لم أشأ الدخول في حوارهم المريض، أدرك جيدا أن مراقبة الناس، واسترقاق السمع، والتطفل على أحاديثهم وحواراتهم في الواقع، أمر لا أخلاقي.. لكنني وجدت نفسي مشاركا في الحديث حينما تطوّع أحدهم ومنحني نصائحه بالمجان..
قلت له بنفس درجة الصوت، وأقول لكم، وأقول للناس أجمع: هذه قناعات خاطئة.. بل احرصوا على السكن في المناطق التي يسكنها السعوديون.. فأفضل المناطق هي التي يرتادها السعوديون.. وأفضل الفنادق هي التي يسكنها السعوديون.. أفضل المطاعم هي التي يأكل فيها السعوديون.. وصدقوني لو تعرضت لأي مكروه فلن يقف معك سوى السعوديين.. ولو تعرضت لاعتداء فلن يسندك سوى السعوديين - وحينما أقول السعوديون فأنا أتحدث بشكل غير مباشر عن أشقائنا الخليجيين، وقليل من الإخوة العرب..
لم يعقّب أحد منهم.. كان صمتهم محفزا لأواصل حديثي بهدوء: أنتم حينما تُحذرون من الاقتراب من السياح السعوديين فأنتم تحذرون الناس من أنفسكم!
لم يعقب أحد منهم أيضا، خاطبتهم بود: لماذا تقزمون أنفسكم.. لماذا تحقرون بعضكم.. أنتم أفضل بكثير من هذه الصورة التي تحاولون ترويجها عن أنفسكم.. أنتم أجمل بكثير من هذه الصورة المشوهة.. في كل دول العالم تجد السياح يقصدون الأماكن والشواطئ التي يرتادها بنو جلدتهم.. ويحرصون عليها.. بل إن هناك أحياء خاصة في قلب العواصم الأوروبية تختص بجنسيات معينة كالصينيين والأتراك والأفارقة..
افترقنا وأظن أنني استطعت إقناعهم..!
الخلاصة: هناك من يقوم عن غير قصد بتشويه صورة السياح السعوديين في الخارج.. وكأننا أمام مجموعة من خريجي السجون والقتلة والمجرمين واللصوص يستوجب الحذر منهم، وهم يا للعجب - يسيئون لأنفسهم- لذلك لا تستمعوا لهم ولا لنصائحهم.. اقتربوا من بعضكم.. ثقوا ببعضكم، وحطموا هذه الصورة المشوهة التي يحاولون رسمها عنكم.. أنتم أجمل بكثير.. فقط أحسنوا النية!