إذا كان البداح ولجنته قد لملموا أوراقهم، وطفّوا أنوارهم وتركوا جمل "الاستقدام" بما حمل، وتفرغوا لملاحقة أهل التغريدات فهذا شأنهم، الذي يهمنا كيف نحل مشكلة "القرن" ونحصل على عاملة منزلية بمواصفات "عاقلة" وبتكاليف معقولة؟

تكلفة جلب "عاملة منزلية" وصلت إلى أرقام فلكية -نتصدر الخليج بالتكلفة والفترة الزمنية- وكأن هذه العاملة عملة نادرة ومبرمجة على الطريقة اليابانية، وتنفذ كل واجبات المنزل في لمح البصر، وكأن ربة البيت "السعودية" مجرد مديرة منزلية أو مسؤولة تسويق بالمهرجانات والمجمعات التجارية.

ألفا ريال للخارجية مقابل إرسال ورقة للسفارة، ومشيناها على مضض، وتصعيد التكلفة من أربعة آلاف إلى عشرة آلاف ريال قبلنا بها، أما أن يصل تكلفة استقدام هذه "العاملة المنزلية" إلى خمسة وعشرين ألف ريال مع فترة زمنية مفتوحة لمكاتب الاستقدام فهذه ثالثة الأثافي.

سبق أن طرحت فكرة "عاملة منزلية" سعودية، فقفز بالفكرة بعض "المطافيق" واستنكروا تشغيل السعودية ووصفها "بالخادمة"، ونسوا أنني قلت نستغل محترفي التسول في المجمعات التجارية ومتخصصات التنزه في قصور الأفراح، ويتم تدريبهن وتهيئتهن لسوق العمل، ويبقى "سمننا في دقيقنا"، وبالتالي نوفر حياة كريمة للعاملة السعودية، ونتخلص من شرور القادمات بفكر السواطير والعظام وتربيطات الشعر، ووهم المعتقدات والخرافات.

الحلول كثيرة والدراسات متاحة، فبالإمكان منح المواطن فرصة الذهاب إلى أي بلد وإحضار سائق أو عاملة منزلية بطريقته، وحمايته من ابتزاز مكاتب الداخل والخارج، وبالإمكان توفير فرص عمل للسعوديات الفقيرات المتفرغات للتسول والتسوق و"السامري" مساء تحت مشروع "لقمة العيش من عرق الجبين"، وبالإمكان استعادة سيدة البيت من "الواتس آب" والمسلسلات لتقوم بواجباتها "الله لا يهينها" مع مكافأة مالية شهرية خمسة آلاف ريال، ويا دارنا ما دخلك شامت.