في مشهد مهيب، اختلطت فيه أصوات الدعاء بالحزن والبكاء، ودعت بلدة القديح شهداءها الـ21 الذين قضوا في تفجير إرهابي أثناء أدائهم صلاة الجمعة في جامع علي بن أبي طالب نهاية الأسبوع الماضي، في وقت توعد مجلس الوزراء أمس بملاحقة الإرهابيين ومن يقف وراءهم.

وانطلقت قوافل المشيعين من وسط محافظة القطيف حتى وصلت إلى بلدة القديح، حيث أديت الصلاة على الجثامين في ساحة سوق الخميس، قبل أن توارى الثرى في مقبرة البلدة بقبر جماعي، فيما اكتظ موقع التشييع بالورود والرياحين ولافتات تدعو إلى اللحمة الوطنية ونبذ الطائفية.

وحضرت حادثة تفجير القديح بقوة في الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء الذي ترأسه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بقصر السلام في جدة أمس، وتم التشديد خلالها على عزم الدولة في ملاحقة كل من يثبت تورطه في تلك العملية الإرهابية سواء كان بالتحريض أو التمويل أو التستر.




حوراء تنام.. بدون حيدر

للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، ستنام الشقيقة الصغرى حوراء دون أن يكون أخوها حيدر إلى جانبها، وذلك عقب أن تمت مواراة جثمانه الثرى كأصغر شهداء تفجير القديح الإرهابي، فيما بدا والده جاسم المقيلي متماسكا وصابرا، وهو يودع ابنه البكر وأول فرحة في حياته الزوجية رغم مرارة الفاجعة.

والد حيدر قال لـ"الوطن" وهو في طريقه إلى مقبرة القديح "ها أنا أحمل طفلي، فرحتي الأولى إلى مثواه.. والحمد لله أن جعله عنوانا لإدانة مرتكبي تلك الجريمة".