أُسدل الستار على منافسات دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، وتوج النصر باللقب للموسم الثاني على التوالي، محافظا على تفوقه وظهوره المميز الذي بدأه الموسم الماضي وأكمله خلال الموسم الجاري، ورافضا التنازل عن اللقب مهما كانت الظروف ومكررا إنجازاته التي حققها سابقا بالمحافظة على البطولة للموسم الثاني على التوالي للمرة الثالثة بعد موسمي 1980 و1981، وموسمي 1994 و1995 في إنجاز لم يسبقه له أحد، ولازال يبحث عن لقب ثالث يجعله ينضم إلى الشباب والاتحاد اللذين حققا اللقب ثلاثة مواسم متتالية، إلا أنهما لم يكررا إنجازيهما فظل العالمي متفردا بتكرار إنجازاته، ومؤكدا أنه لا يرضى بالقليل إطلاقا فلازال للمجد بقية.
الشمس كما يحلو لعشاقه تسميته أو العالمي كما يردد محبوه قدم موسما ولا أجمل وكان جديرا بالذهب ومعانقته، لما لا يكون مميزا وهو يقف خلفه أو على رأس الهرم الإداري عاشق للنصر ومحب لجماهيره الغفيرة هو رئيسه الذهبي الأمير فيصل بن تركي الذي صنع النصر الجديد، وأعاد للأذهان نصر الرمز الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود، وجلب للعالمي أفضل النجوم وأكثرهم تفانيا وحبا للأصفر البراق، فكان النجاح والعودة القوية إلى منصات التتويج.
المهمة النصراوية لم تنته، ولازال أمام الفريق بطولة مهمة يسعى إلى تحقيقها وهي الغائبة عن خزائنه منذ زمن طويل، هي بطولة كأس الملك، ويتطلع النصراويون إلى تكرار ما فعلوه موسم 1981 حينما جمع فارس نجد بطولتي الدوري والكأس.
وبالعودة إلى ما قدمه العالمي خلال منافسات دوري جميل نجد أن نقطة التحول الكبرى التي حافظت على توهج الفريق، هي القرار الحكيم بفك الارتباط مع المدرب الإسباني راؤول كانيدا الذي بدأ معه الموسم، ولم يكن أداء ولا شكل وهوية الفريق مقنعة إطلاقا، وإعادة المدرب القديم الجديد الأوروجوياني خورخي داسيلفا، الذي نجح وبكل اقتدار في إعادة هيبة النصر وشكله الجميل الذي ظهر به مع مواطنه دانيال كارينيو، وأرى أن القرار كان حكيما ويحسب لإدارة النادي برئاسة كحيلان، كونها تداركت الوضع مبكرا، رغم أن الفريق لم يتلق سوى خسارة وحيدة حينها، إلا أن بعد النظر والقراءة المستقبلية والرؤية الصحيحة لما قدمه كانيدا خلال فترة عمله عجلت بالقرار الصائب الذي صب في نهاية المطاف في مصلحة الكيان والفريق على وجه الخصوص، ألف مبروك للعالمي اللقب الذي يستحقه عن جدارة، وهاردلك للآخرين، فالنصر بات خلال الموسمين الأخيرين عنصرا ثابتا في المنافسة، والبقية متحركون.