أشرقت شمس 60 ألف متفرج حضروا أول من أمس الجمعة في إستاد الملك فهد الدولي بالرياض لتتويج النصر ببطولة دوري جميل للمرة الثانية على التوالي وسط احتفالية رائعة وتنظيم أروع من الراعي الرسمي للمسابقة قلبت ليل العاصمة إلى نهار ودغدت مشاعر كل عاشق لكرة القدم.

رغم أن أسعار التذاكر تم مضاعفتها إلا أن جمهور العالمي أبى إلا أن يحضر بقوة كعادته ويشارك في احتفالية النصر بالدوري في ملحمة كرنفالية استحقها النصر واستحقتها جماهيره الغفيرة التي هي الأولى دون منازع في منطقة الخليج العربي.

إن هذه الجماهير يجب المحافظة عليها من قبل كل مسؤول رياضي كروي في الاتحاد السعودي لكرة القدم، لأنها لو هجرت الملاعب فإن الملاعب سوف تصبح خاوية، خصوصا أنها جماهير تصنع الفارق بحضورها وأعدادها والأشكال الجمالية التي ترسمها مع كل "تيفو".

إن أهم آليات المحافظة على هذه الجماهير هو العدالة والحياد في العقوبات والجداول والتنظيم دون تمييز فريق على آخر أو جعل مباريات فريق مساء السبت وفريق آخر مساء الجمعة أو إيقاع عقوبات انضباطية على فريق والتغاضي عن فريق آخر أو عدم إيقاع العقوبة الصحيحة.

المحافظة على هذه الجماهير يكون باختيار أيام نهاية الأسبوع لإقامة المباريات وليس منتصف الأسبوع وتهيئة بيئة الملاعب وتجهيزاتها وخدماتها لجماهير عام 2015 وليس 1970.

المحافظة على هذه الجماهير يكون بتخفيض إجراءات التفتيش الروتينية من خلال أجهزة إلكترونية متطورة وتسهيل الوصول للملاعب من وسط المدينة والخروج منها واختيار الوقت المناسب لإقامة المباريات بحيث يكون بعد المغرب لكيلا يضطر الأطفال والشباب للتأخر في العودة لمنازلهم.

المحافظة على الجماهير من خلال تطبيق الجلوس في الكراسي المخصصة، لكيلا تضطر الجماهير إلى الحضور قبل المباريات بأربع وخمس ساعات ووضع رقابة صارمة من خلال الأمن الصناعي في الملاعب لضمان دخول الجماهير قبل المباريات بدقائق كما يحدث في أوروبا، وهذا يتطلب جدية في التعامل مع النظام.

اكرر ما قلته في مقالات سابقة إن النصر هو الأحق ببطولة دوري جميل فهو الأكثر جمعا للنقاط وبالتالي ليس هناك من هو أحق منه، وهو المتصدر طوال 26 جولة ولم يأت للصدارة صدفة أو بنتائج الآخرين وإنما بجهده وعرقه وأداء لاعبيه وبالرغم من الإصابات المتتالية لأبرز نجومه وبالرغم من أخطاء الحكام القاتلة التي ضيعت بعض المباريات على النصر إلا أنه ظل صامدا في الصدارة منطلقا لوحده.

هناك ملاحظة على القناة الناقلة للدوري والتي حجبت جماهير الشمس في كثير من اللقطات ولم يستطع مخرج المباراة وما سبقها من مجاراة جمال الأداء الذي تقدمه الجماهير طوال المباراة وواضح أن المخرج ليس متخصصا في الرياضة فهو قد يكون متخصصا في إخراج أي شيء آخر إلا مباريات كرة القدم.