ومن أبرز المشاكل الاجتماعية التي تتربع في خانة "المسكوت عنه" مشكلة المسترجلات.. وفي قول آخر "البويات"!

الفتاة المسترجلة أو البوية هي فتاة شاذة جنسيا تميل لجنسها.. فتاة تمارس دور الرجل وتحاكي الرجل في بعض تصرفاته ومظهره، تصاحبها فتاة أخرى فتنشأ علاقة مثلية.. واللافت أن هذه المشكلة نشأت وترعرعت في المحاضن التربوية.. في المدارس الثانوية تحديدا.. واتسعت وكسبت مزيدا من الحرية والانطلاق في كليات البنات!

خطورة المشكلة أنها ذات جانبين.. الأول: خطورتها على "المسترجلة" ذاتها.. والآخر خطورتها على بقية الطالبات.. لست بصدد سرد المشكلة وأسبابها وأسباب نشوئها وعلاجها.. فقط أود القول إن هذا السلوك بدأ يأخذ منحى خطيرا في ظل صمت المجتمع.. حيث أصبحت "البوية" تجاهر بسلوكياتها.. والورطة الأكبر أن إسبال رداء الطهارة على المجتمع، وكثرة من يرفضون الاعتراف بهذه المشاكل، أو الحديث عنها وعلى رأس هؤلاء الأقلام النسائية العاملة في المؤسسات التعليمية.. كل هذه الأسباب، أوصدت الباب في وجه أي محاولة لعلاج هذه الظاهرة..

الجهة الوحيدة ـ من باب الموضوعية ـ التي اعترفت بالظاهرة وحاربتها هي جامعة أم القرى ـ مشكورة ـ تحت عنوان "أعتز بأنوثتي".

ابحثوا عن حجم المشكلة.. لكن؛ المعلومة تؤخذ من كل جهة باستثناء إدارات المدارس والكليات.. لأن إدارة هذه المؤسسات ترعرعت على "كله تمام يافندم".. المعلومة الحقيقية تؤخذ من الوسط النسائي نفسه!

يفترض أن نتصدى لهذه المشكلة بشجاعة تامة.. "لا حياء في الدين".. والأمر لا يتعلق بالحريات الشخصية.. انتهى زمن دس الرؤوس في الرمال.. يفترض أن نعي تماما أن أبناءنا وبناتنا يعرفون أكثر مما نعرف.. العالم اليوم في قبضة كف المراهق.. نحن في زمن مختلف تماماً.. تماماً.. انتهى زمن مراقبة مجلات اليقظة والنهضة ونورا والكواكب، ونزع الصور وطمسها بأقلام الفلوماستر.. نحن الآن في زمن آي بود وبلاك بيري!