أتيح لي خلال اليومين الماضيين التنقّل بين مطار أبها والمدينة المنورة ومطار الملك خالد الدولي بالرياض.. وحقاًّ عندما أُدير بوصلة الزمن في مواعيد التنقّل بين هذه المطارات وبين الأداء الذي تسهم فيه عجلة الطيران المنضبط وصولا وإقلاعا وخدمة، فإنه للتاريخ يجب أن نقول كلمة حق في الرجالات التي تشرف على هذه الحركة في مطاراتنا، "وشهادة أيضا" تستحق أن تمنح لمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، هذا المطار الذي أنجز خلال فترة وجيزة من الزمن عندما توجهنا إلى القطاع الخاص ليشارك في بناء التنمية المستدامة التي يعود نفعها - بإذن الله - على المدينة وأهلها وزوارها بجوار الحبيب محمد "صلى الله عليه وسلم"، وفرحت كغيري عندما شاهدت التخطيط للمستقبل الذي ينتظر المدينة المنورة، وباركت جهود هيئة الطيران المدني وتسابق الإخوة في الخطوط السعودية.. بسرعة جدولة الرحلات من وإلى المدينة المنورة خدمة للمسافرين وتأكيدا على حرص الناقل الوطني أن يكون ملبيا لاحتياجات المسافر مهما نأت به الديار وسيدرك ذلك في زوار المدينة المنورة.
وتكتمل الفرحة عندما يرتبط المطار بمطار الملك عبدالعزيز بجدة عبر قطار الحرمين، وكلاهما قاب قوسين أو أدنى بحمد الله، إن من مفاخر هذا العهد الجديد.. هي اكتمال بعض المشاريع التي ينتظرها المسافرون بين مطارات المملكة، ويواكب هذا التطور أيضا الجهود الحقيقية التي يبذلها ربّان الناقل الوطني في تسريع وتيرة انضمام الأسطول الجديد الذي تحدثه الخطوط الجوية السعودية على فترات بشراء طائرات ذات طاقة استيعابية تلبي النقلة التطويرية التي تحرص عليها الدولة في غضون السنوات الثلاث المقبلة، وهذا ما وعدنا به المدير العام للخطوط الجوية السعودية أنه لن تكتمل المطارات الجديدة إلا وقد رافقها - بإذن الله - تحديث سريع للأسطول الأوحد في منطقة الشرق الأوسط بما يفخر به المواطن والمقيم، حتى وإن كانت هناك هنّات وهنّات، على حد تعبير الفقهاء، عندما يلمسون الحكم على الشيء، وهو فرع عن تصوره وتصوري أن عقد المرحلة الجديدة يرافقها عزم وإصرار على تحديث المطارات والأسطول، وهذا ما أقدمه شهادة للحق بما رأيتُه في المطارات الثلاثة خلال (72 ساعة) عشتها بين المدينة وأبها ومطار الملك خالد الدولي.
وبعدها وعدت القارئ أن أنقل هذه الصورة البيضاء وليست الصورة الداكنة التي يحملها بعض إخواننا عبر أعمدة النقد الآنية التي تمسح كل جميل يستحق الشكر.