أكد ديبلوماسيون ومحللون غربيون أمس أن تقسيم سورية بات خيارا لا مفر منه، في ظل تعنت نظام الأسد وإصراره على البقاء رغم انحسار المناطق التي يسيطر عليها إلى نحو 22% من المساحة الكلية لسورية، مشيرين إلى النظام سيضطر لإحكام قبضته على المناطق الممتدة من العاصمة دمشق إلى الساحل السوري غربا، في محاولة أخيرة لمنع انهياره.

وأشار الديبلوماسيون إلى أن شمال البلاد وشرقها وجنوبها باتت في الواقع تحت سيطرة فصائل المعارضة، وكذلك تنظيم داعش، ما جعل النظام يركز على حماية مناطقه الأساسية في ظل وجود قواته والميليشيات الموالية له من حزب الله والعناصر الأفغانية، وقالوا إنه "حتى في ظل ذلك فإن نظام الأسد سيتلقى سلسلة خسائر متلاحقة تعرضه للانهيار في المناطق التي يسيطر عليها".

وأضافوا أن "قوات الأسد تحولت إلى ما يشبه حرس إمبراطوري مهمته حماية النظام، وبدعم من روسيا وإيران".

يأتي ذلك بينما زعم نظام الأسد وإعلامه أمس، وصول بعض عناصره الذين كانوا محاصرين في مستشفى جسر الشغور إلى مناطقه، فيما نشرت شبكة الثورة السورية أمس قائمة تتضمن 208 من قتلى قوات الأسد في مستشفى جسر الشغور خلال الفترة الماضية، منهم لواء و11 عميدا و11 عقيدا وثلاثة ضباط برتبة مقدم وتسعة برتبة رائد، إضافة إلى 19 نقيبا و24 ملازما أول.

في الغضون، سقطت أمس طائرة مروحية تابعة لنظام الأسد في محيط مطار كويرس العسكري في حلب وقتل طاقمها، وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم داعش أسقط الطائرة.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إنه لم يتضح بعد عدد أفراد طاقم المروحية، التي غالبا ما تتسع وفق وظيفتها لعدد يراوح بين ثلاثة و15 شخصا، فيما نشرت حسابات قريبة من التنظيم على موقع تويتر بيانا أكدت فيه سقوط الطائرة.

يذكر أن تنظيم داعش يحاصر مطار كويرس الواقع في ريف حلب الشرقي منذ مارس 2014 ويخوض اشتباكات عنيفة في محيطه ضد قوات النظام.

من ناحية ثانية، قالت تقارير أمس إن تنظيم داعش قتل ما لا يقل عن 400 شخص في مدينة تدمر الأثرية بعد سيطرته عليها الخميس الماضي، وأن معظم القتلى من النساء والأطفال.

وعلى صعيد آخر، أفاد المرصد السوري أمس عن ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين جراء غارات جوية للنظام استهدفت حي الحميدية في مدينة دير الزور (شرق)، كما أكدت تقارير على تشديد قوات الأسد من قصفها أمس على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في مختلف المناطق السورية، ما أدى إلى حصول تدمير هائل في منازل وممتلكات سكان تلك المخيمات وسقوط كثير من الضحايا بين قتيل وجريح. وقالت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية التي تتخذ من بيروت مقرا لها في بيان إن "مدفعية قوات الأسد قصفت أحياء المدنيين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق وسقط جراء هذا القصف عدد من القتلى والجرحى في صفوف الأهالي العزل".

إلى ذلك أعلن المرصد السوري، أن ضابطا في قوات الأسد برتبة عميد قتل فجر أمس في انفجار استهدفه وتبنته فصائل أحرار الشام المعارضة وسط العاصمة دمشق، وقال المرصد "تأكد مقتل الضابط ونحو ستة من مرافقيه جراء الانفجار"، فيما بثت أحرار الشام شريط فيديو على الإنترنت يصور الهجوم على العميد باسم علي مهنا.